اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 96
وإزاء هذا التحالف سارع ليون ملك الأرمن - الذي لم يكن غريباً عن معرفة توزع القوى السياسية في المنطقة وتناقصاتها، فاتَّصل بالملك العادل صاحب القُوَّة الأيوبية الأكبر، فوجد العادل بهذا الطلب إقرار بقوتَّه وبفاعلِتَّها على مختلف الساحات فأجابه، وراسل كيخسرو، الذي لبّى طلب العادل وعقد صلح مع ليون بشروط يستفيد منها كل الأطراف [1] وفي عام 608هـ/1211م قُتل غياث الدين كخسرو في معركة الآشهر ضد تيودور لاسكاريس أمبراطور نيقية [2]، فتنازع ولداه عز الدين كيكاوس وعلاء الدين كيقباذ، فيمن يخلفه، فاستنجد الأول بالعادل، لمساعدته ضد أخيه وضد عمه طغرل شاه الذي دخل في غمرة الصراع على العرش وقد هاجم هذا الأخير أملاك عز الدين كيكاوس في سيواس، ورحَّب العادل بطلب المساعدة، ولما اقترب من حدود سيواس، خشي طغرل شاه، واضطر إلى فك الحصار عن المدينة [3]، بعد أن استقر عز الدين كيكاوس في الحكم حاول التوسع في منطقة كيلكية، فاصطدم بليون الثاني صاحب أرمينية الصغرى وحتى يقّوي موقفه جدَّد الحلف السابق، وإذ لا زالت أسباب التحالف مع الأيوبيين قائمة عرض الظاهر غازي، القيام بعمل مشترك ضد ليون الثاني، وانتزاع أنطاكية منه وكان هذا قد نجح في الاستيلاء على أنطاكية في عام 613هـ/1216م ونصَّب ريموند روبين، حفيد بوهيموند الثالث، أميراً عليها واتصل ببوهيموند الرابع صاحب طرابلس لتقديم يد العون على أن يأخذ أنطاكية [4]، واتفق الحلفاء على أن يدخل عز الدين كيكاوس إلى بلاد الأرمن من ناحية مرعش، ويدخل الظاهر غازي من جهة درساك، أما بوهيموند الرابع فيهاجم أنطاكية ومعه قوات من دمشق وحماة، وحمص لإغلاق الممرات الجبلية على قواته ([5])، [1] العلاقات الدولية (1/ 411). [2] تاريخ الأيوبين في مصر وبلاد الشام ص 254. [3] مفرج الكروب (3/ 217). [4] المصدر نفسه (3/ 234) تاريخ الأيوبيين ص 254. [5] مفرج الكروب (3/ 234) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 96