اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 872
ثم تفصيل ذلك في سياق الحديث عن إعجاز القرآن وكونه من أدلة صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والإسهاب في عرض وجوه إعجازه وصبطه [1].
س: أسلوب الاستفهام: والاستفهام هو طلب بشيء لم يكن معلوماً من قبل، بأدوات خاصة، وهو من أنواع الإنشاء الطلبي [2] وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي إلى معان تفهم من السياق كالنفي والنهي والتقرير والأمر، والإنكار والتشويق والتعجب والوعيد إلى غير ذلك [3]، وهذه المعاني تضفي على التعبير جمالاً وتزيد من تأثيره في السامع، ففي مناقشة نصر بن يحي المتطبب لعقيدة الاتحاد بين اللاهوت والناسوت التي يدعيها النصارى في المسيح وأن الناسوت حين الصلب مات واللاهوت لم يمت تساءل نصر بن يحي على سبيل الأنكار قائلاً: فكيف يكون ميتاً لم يمت في حال واحد [4]، فالمتطبب لم يلق هذا السؤال طالباً الإجابة عليه، وإنما للإنكار على النصارى الذين أدى بهم اعتقاد الاتحاد إلى هذه النتيجة التي لا يقبلها العقل، فهذا السؤال يثبَّتُ فساد نتيجة هذا الاعتقاد عليهم مما قد يؤدي بالعقلاء منهم إلى الإقرار بفساده والإقلاع عنه وبعد بيانه لبعض تناقضات النصارى في تفسير الاتحاد وجه هذا السؤال لهم على سبيل الإنكار لمجمل اعتقادهم في المسيح عليه السلام وذلك بقوله: فكيف يصح لذي عقل عبادة المولود من امرأة بشرية قد مات ونالته العلل والآفات [5]؟ وهكذا في مواضع أخرى بعد مناقشة المتطبب لبعض عقائد النصارى يلقي عليهم أسئلة على سبيل الإنكار لباطلهم [6]. [1] مقامع الصلبان ص 323. [2] جواهر البلاغة ص 70 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 551). [3] الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنشور ص 114 - 118. [4] النصيحة الإيمانية ص 62. [5] المصدر نفسه ص 72 دعوة المسلمين للنصارى (2/ 553). [6] دعوة المسلمين للنصارى (2/ 553).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 872