اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 865
ولم تخل الجهود الدعوية الموجهة إلى النصارى في فترة الحروب الصليبية من استخدام هذا الأسلوب وإن كان ذلك بشكل أقل من الأساليب الأخرى ومثال على ذلك؛ رسالة العزاء من صلاح الدين إلى بولدوين الخامس بعد وفاة والده في بيت المقدس وفي مطلع الرسالة: .. خص الله الملك المعظم حافظ بيت المقدس بالجد الصاعد، والسعد الساعد، والحظ الزائد، والتوفيق الوارد [1] وكان أيضاً يتخلل بعض ردود العلماء، ومناقشاتهم مع النصارى في هذه الفترة شيء من اللين والرفق والتلطف في الخطاب، ومن ذلك مثلاً: الدعاء لهم بالهداية، كقول الخزرجي في نقاشه مع قسيس طليطلة: .. ونحن نسأل الله سبحانه أن يكشف ما بكم من بشع الضلالة ويتلقاكم بالهداية، فهو فعال لما يريد [2]، وقول القرطبي في رده على كتاب تثليث الوحدانية: .. فالله يعلم أني أنظر إليك وإلى كافة خلق الله بعين الرحمة، وأسأله هداية من ضّل من هذه الأمة، وأتأسف على الأباطيل التي ينتحلون، فإنا لله وإنا إليه راجعون [3]، وفي موضع آخر وبلين عبارة خاطب القرطبي صاحب كتاب التثليث حاضاً له على اعتقاده بنّوة المسيح عليه السلام بقوله: .. فما أجل بكم ألو قلتم فيها الحق الذي ينبغي لهما: إن الله جعل عيسى وأمه آية للناس، هو عبداً ورسولاً وأمه صديقه مباركة [4].
س- أسلوب القسم: وقد ورد استعمال هذا الأسلوب كثيراً في القرآن الكريم، فأقسم الله سبحانه وتعالى بنفسه وآياته وببعض مخلوقاته والقسم في كلام الله يزيل الشكوك ويحبط الشبهات ويقيم الحجة، ويؤكد الأخبار، ويقرر الحكم في أكمل صورة [5]. [1] صبح الأعشى (7/ 115 - 116) دعوة المسلمين (2/ 532). [2] مقامع الصلبان ص 294 دعوة المسلمين (2/ 532). [3] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 101. [4] المصدر نفسه ص 137. [5] المصدر نفسه ص 137.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 865