اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 842
5 - وسيلة الرسائل: في عصر الحروب الصليبية استطاع كثير من قادة المسلمين وعلمائهم إيصال الحق إلى النصارى من خلال الرسائل وقد اختلفت موضوعات هذه الرسائل إلا أنها في النهاية في مجموعها لصالح المسلمين، فهي إما دعوة مباشرة للإسلام، أو بحث في أمر يهم المسلمين في مواجهة النصارى، أو أنها رسائل تحمل نوعاً من التلطف واللين مع قادة النصارى ومقدميهم درأً لشرهم وكسباً لقوة بعضهم ضد بعض ومن الأمثلة على استخدام الرسائل من قبل المسلمين تجاه النصارى في هذه الفترة رسائل صلاح الدين الكثيرة إلى بعض قادة الفرنج والتي منها رسائله إلى ملك القسطنطينية في شأن إقامة خطبة الجمعة في القسطنطينية وترتيب إقامة الصلاة فيها وما يتعلق ببناء مسجد للمسلمين هناك، حيث تمّ ذلك وكان قد أنفذ - رحمه الله - مع إحدى رسائله في هذا الشأن خطيباً ومنبراً وجمعاً من المؤذنين [1] ومن رسائل صلاح الدين إلى النصارى رسالته إلى ملك الإنجليز رداً على رسالة بعث بها الأخير إليه متضمنة المطالبة بتنازل المسلمين عن القدس وبعض البلاد الشامية، واسترجاع صليب الصلبوت المعظم عندهم، والذي غنمه المسلمون منهم في معركة حطين، فكان جواب صلاح الدين، في رسالته على رسالة الملك الصليبي الرفض التام للحديث في شأن القدس أو التنازل عن شيء من أراضي المسلمين، أما تسليم صليب الصلبوت للنصارى فإن ذلك لا يكون إلا لمصلحة راجحة للإسلام [2] حيث قال في هذه الرسالة: .. هو عندنا - أي القدس - أعظم مما هو عندكم، فإنه مسرى نبينّا ومجتمع الملائكة، فلا يتصور أن ننزل عنه ولا نقدر على التلفظ بذلك بين المسلمين وأما البلاد فهي أيضاً لنا في الأصل واستيلاؤكم كان طارئاً عليها لضعف من كان بها من المسلمين في ذلك الوقت .. [1] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 485). [2] المصدر نفسه (1/ 485).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 842