اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 803
[5] - دعوى عدم جزم المسلمين بصحة القرآن لاختلاف الصحابة في جمعه وتعدد قراءاته:
مما أثاره النصارى حول كتاب الله في هذه الفترة ادعائهم عدم جزم المسلمين بصحته لمخالفة عبد الله بن مسعود رضي الله عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه في جمعه [1]، وأن تعد القراءات على سبعة قراء أشد من اختلاف الأناجيل عن أربعة رجال [2]، وقد رد القرافي على هذه الدعوى مبيناً أن خلاف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه للصحابة ليس في إثبات شيء ليس من القرآن أو حذف شيء فيه، إذ القرآن معلوم لجميع الصحابة بالتواتر، وإنما الخلاف في أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ القرآن ويضم إليه تفسيره، وكان يقرؤها فصام ثلاثة أيام متتابعات، فنازعه الصحابة لذلك حرصاً منهم ألا يضاف إلى القرآن مما ليس منه، وكان الصواب معهم، وهذا من حفظ الله عز وجل لكتابه كما وعد بذلك: "إنَّا نحن نزَّلنا الذكر وإنّا له لحافظون" [3] (الحجرات، آية: 9). وقال القرطبي في جمع القرآن: وكان هذا من عثمان رضي الله عنه بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في ذلك فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت في القراءات المشهورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإطراح ما سواها، واستصوبوا رآيه وكان رأيا سديداً موفقاً [4] وفيما يتعلق بتعدد القراءات فقد وضح بأنها جميعاً متلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتواتر، ثم إن هذا التعدد من رحمة الله بعبادة إذ قبائل العرب حين نزول القرآن كانت مختلفة اللهجات بين التضخيم والمد والقصر والإخفاء والإمالة وإعمال العوامل الناصبة والرافعة والجارة، ولو كلفوا كلهم بلهجة واحدة لشق عليهم (5) [1] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 338). [2] المصدر نفسه. [3] الأجوبة الفاخرة ص 98. [4] الجامع لأحكام القرآن (1/ 39). [5] الأجوبة الفاخرة ص 98 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 803