اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 799
هـ - أن التعدد في الإسلام مشروط بالعدل بين الزوجات فبعد أن وضح ابن الجوزي بعض أحكام التعدد في تفسير قوله تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" (النساء، آية:[3]). قال " .. فإن خفتم ألا تعدلوا بين هؤلاء الأربع فانكحوا واحدة [1]. وهكذا بين العلماء المسلمون في هذه الفترة أن تعدد الزوجات تشريع إلهي ليس في الإسلام فحسب، بل ولدي الأنبياء السابقين، وأبطلوا كذلك ما تعلق به النصارى من شبه حول هذا الأمر القصد منها تشويه الدين الإسلامي والتنفير منه ليظهر جلياً عناد النصارى في هذا الأمر وانحرافهم عن الفطرة البشرية والسنة الإلهية اتباعاً لأهوائهم وطاعة لكبرائهم [2].
4 - دعوى انتشار الإسلام بالسيف: من أقد الشبه التي أثارها أعداء الإسلام وما زالوا يثيرونها انتشاره بالسيف، وقد علقوا عن أهداف الجهاد والسامية في الإسلام والتي منها، رداً اعتداء المعتدين على المسلمين، وإزالة الحجب والحواجز والعراقيل التي تقف أمام الدعوة الإسلامية كي لا تصل إلى، وحراسة الدين وحمايته من أهل الباطل، وتأديب ناكثي العهد من المعاهدين وإغاثة المظلومين والمستضعفين من المسلمين [3] وفي عصر الحروب الصليبية كان من ضمن أثارة النصارى ضد الإسلام دعوى انتشاره بالسيف، إذ قال أحد قساوستهم في رسالة له إلى أبي عبيدة الخزرجي: ... ودين الصليب فشا في الأرض دون سيف ولا قهر، ودينكم إنما ظهر بالسيف والقهر في الأرض (4)
وقد تصدى علماء المسلمين للرد على النصارى في هذه الدعوى وكان ذلك على النحو التالي: [1] زاد المسير (2/ 82). [2] دعوة المسلمين للنصارى (1/ 331). [3] المصدر نفسه (1/ 333).
(4) مقامع الصلبان ومراتع أهل الإيمان ص 115.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 799