اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 778
ب- الصوم: والصوم عند النصارى - يعني الامتناع عن الطعام مدة من النهار قد تصل إلى الظهر أو العصر أو الغروب حسب مقدرة الصائم يتناول بعدها الصائم أطعمة خالية من الدسم الحيواني [1] وفي مناقشة العلماء المسلمين في عصر الحروب الصليبية لصيام النصارى وضحوا أصل وجوبه عندهم ثم ما ابتدعوه فيه زيادة ونقصا، حيث بين كل من القرطبي والقرافي في مناقشتهما لذلك أن صيام النصارى حسب قول أحد أكابرهم أنه أربعين يوماً التي صامها موسى عليه السلام ثم صامها المسيح وجعلها علماء النصرانية ثلاثة وأربعين يوماً عُشر أيام السنة كما وضع لهم ذلك بولس [2]. ثم يوضحان أن هذه الثلاثة أيام التي صاموها زيادة على ما افترض عليهم، إما أن الأنبياء تركوا أمر الله سبحانه وتعالى بعدم صيامها وذلك محال، أو أنهم لا يعرفون وجوب صيامها وأنتم أيها النصارى الذين علمتم ذلك وهذا محال لأن الأحكام إنما تُسند إلى أقوال الأنبياء وكتبهم والذي شرع لكم ذلك إنما هو بولس، وهو الذي أفسد عليكم دينكم فكيف تأخذون بقوله وتتركون فعل موسى وعيسى وإلياس وغيرهم [3]، وبين الجعفري نماذج من زيادات النصارى، وابتداعهم في صيامهم ومن ذلك زيادتهم جمعة في صيامهم الكبير [4]، لأجل هرقل حينما قتل اليهود نصرة لهم وذلك تكفيراً لخطيئته [5]، ثم عقب على ذلك بقوله: ولا شك أن هذا وشبهه من باب التلاعب بالدين، وقد صار هذا النمط سجية للنصارى وخلقاً ([6])، [1] المجتمع القبطي في مصر في القرن التاسع عشر ص 228. [2] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 422. [3] المصدر نفسه ص 422 - 423. [4] النصرانية والإسلام، محمد عزت طهطاوي ص 82. [5] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 302). [6] تخجيل من حرف التوراة والإنجيل (2/ 597) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 778