اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 774
[2] - الاعتراف وصكوك الغفران: الاعتراف في النصرانية يعني أن يأتي المذنب ويعترف بخطاياه وذنوبه أمام القس أو الكاهن في الكنيسة ثم يمسحه هذا الكاهن فتغفر ذنوبه [1]، وقد استخدمت الكنيسة في أوروبا الغفران من الذنوب وسيلة من وسائل التشجيع على الحروب الصليبية ضد المسلمين سواء كان ذلك في المشرق أو في الأندلس [2]، ومن علماء عصر الحروب الصليبية الذين ناقشوا هذه القضية إذ وضح أنه لابد للمذنب ليغفر له من كفارة وتلك الكفارة بحسب ما يظهر لقساوستهم ويرونه موافقاً لغرضهم، فتارة يوجبون على المذنب خدمة الكنيسة وتارة لا يدخلها بل يقف عندها متذللاً، وتارة يوجبون عليه مالاً لملكهم، أو لهم ولكنائسهم [3]، ثم ضرب القرطبي أمثلة على بعض الذنوب وما شرعه قساوستهم لغفرانها منكراً عليهم أن يجعلوا أنفسهم مشرعين وينزلوا أنفسهم منزلة رب العالمين في التشريع والغفران، على الرغم من أن كثيراً من هذه الذنوب له حكم في التوراة التي يؤمنون بها [4] ووضح القرافي أن قسس النصارى أنزلوا أنفسهم منزلة الله سبحانه وتعالى في غفران الذنوب، وهم بهذا الابتداع الذي هو من عند أنفسهم يبعثون العصاة على المجاهرة ويشيعون الفاحشة وينشرون الفضيحة في الذراري والأعقاب وأي مقسدة أعظم من هذه [5] ثم ذكر القرافي مشاهدته لذلك وآثاره في المدن الصليبية النصرانية كعكا وغيرها من سائر مدن النصارى (6) [1] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 409. [2] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 294). [3] الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص 405. [4] دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ 295). [5] الأجوبة الفاخرة ص 127.
(6) المصدر نفسه ص 127 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 774