responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 642
[2] - الإفتاء: لقد مارس الإمام العز الإفتاء بدون تعيين من ملك أو سلطان، بل إن هذا المنصب الرفيع لم يكن يخضع لمراسيم الملوك، وإنما هو مهمة يقوم بها العالم إذا رأى نفسه أهلاً لذلك، وقال العز رحمه الله في أيام محنته مع الملك الأشرف: أما الفتيا فإني كنت والله متبرماً منها وأكرهها وأعتقد أن المفتي على شفير جهنم، ولولا أني أعتقد أن الله أوجبها علي لتعينها على في هذا الزمان لما كنت تلوثت بها [1]، والآن قد عذرني الحق، وسقط عني الوجوب وتخلصت ذمتي ولله الحمد والمنة. كان هذا الكلام قاله العز لمن جاء من طرف السلطان يبلغه بعزله عن الإفتاء، وزاد العز فقال لرسول السلطان: يا غرز، من سعادتي لزومي لبيتي، وتفرغي لعبادة ربي والسعيد من لزم بيته وبكي على خطيئته واشتغل بطاعة الله تعالى وهذا تسليك من الحق، وهدية من الله - تعالى - إلىَّ أجراها على يد السلطان وهو غضبان وأنابها فرحان، والله يا غرز لو كانت عندي خلعة تصلح لك على هذه الرسالة المتضمنة لهذه البشارة لخلعت عليك، ونحن على الفتوح، خذ هذه السجادة صلَّ عليها، فَقبِلها وقبَّلها، وودعه وانصرف إلى السلطان، وذكر له ما جرى بينه وبينه فقال لمن حضره، قولوا لي ما أفعل به، هذا رجل يرى العقوبة نعمة اتركوه بيننا وبينه الله (2)

[1] طبقات السبكي (8/ 237) المصدر نفسه ص 129.
[2] العز بن عبد السلام حياته وآثاره ومنهجه ص 56 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 642
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست