اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 596
ح- نبذ القرافي للتعصب المذموم للمذهب: تأثر القرافي - رحمه الله - بمنهج شيخه في نبذ التعصب المذموم للمذاهب، والدعوة إلى الاجتهاد المبني على أسس علمية متينة، فاصبغت آراؤه الاجتهادية بمحاربة التقليد، وضرورة مراقبة المذاهب الفقهية، خاصة الفتاوى المبنية على الأعراف والمصالح مما كانت في عصر الأئمة على اعتبار معين، ثم زال ذلك الاعتبار [1] قال الإمام العز - رحمه الله - والفقيه من رأى الواضح واضحاً، والمشكل مشكلا، ومن تكلف أن يجعل المشكل واضحاً، فقد كلفّ نفسه شططاً، فإن كان عاقلاً كان أوّل ما قتِ لنفسه والتعصب للحق على الرّجال أولى من التعصب للرّجال على الحق [2] ووضَّح القرافي كلام شيخه غاية التوضيح فقال: تنبيه: كل شيء أفتى فيه المجتهد، فخُرجَّت فتياه فيه على خلاف الإجماع أو القواعد أو النَّص أو القياس الجِليَّ السَّالمِ عن المعارض الرّاجح لا يجوز لمقلدّه أن ينقله للنّاس ولا يفتي به في دين الله، فإن هذا الحكم لو حكم به حاكم لنقضاه، حتى قال: فعلى هذا يجب على أهل العصر تفقد مذاهبهم، فكل ما وجدوه من هذا النوع، يحرم عليهم الفتيابه ولا يعرى مذهب من المذاهب عنه، لكنه قد يَقِلُّ وقد يكثر [3]. [1] المصدر نفسه ص 73. [2] قواعد المصلحة والمفسدة عند شهاب الدين القرافي ص 74 [3] المصدر نفسه ص 74.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 596