responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 584
ثالثاً: شيوخه في طلب العلم: انقطع سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام للعلم والتعلم بعدما ناهز الاحتلام كما تدل على ذلك حادثة مبيته في الكلاسة من جامع دمشق وشمّر عن ساعد الجد وشحذ الهمة، فحفظ المتون، ودرس الكتب، وتردد على كبار الشيوخ في عصره ليعوض مافاته في صغره، كما أن كبر سنه وذكاءه أعاناه على التفوق في تحصيل العلم وإدراك مسائله الغامضة، وتحليل رموزه والذي ساعده أيضاً على الاستزادة من العلم والمعرفة الجو العلمي الذي كانت تعيشه بلاد المشرق بصفة عامة ومدينة دمشق بصفة خاصة، حيث كانت موطناً لعدد كبير من فحول العلماء ومشاهيرهم فنهل منهم، العلم والمعرفة، وتحلى بمكارم أخلاقهم، واقتدى بحسن سلوكهم حتى أصبح كما قال السبكي رحمه الله: أعلم أهل زمانه ومن أعبد خلق الله تعالى [1]، قال الداوودي ت 945هـ: كان العز بن عبد السلام يقول: ما احتجت في علم من العلوم إلى أن أكمله على الشيخ الذي أقرأ عليه، وما توسطته على شيخ من المشايخ الذين كنت أقرأ عليهم إلا وقال لي الشيخ: قد استغنيت عني، فاشتغل مع نفسك، ولم أقنع بذلك، بل لا أبرح حتى أكمل الكتاب الذي أقرؤه في ذلك العلم [2]، وكان يقول: مضت لي ثلاثون سنة لا أنام حتى أمر أبواب الأحكام على خاطري [3] وقد تلقى العز رحمه الله علوم الحديث والفقه والأصول والتفسير والتصوف واللغة على أكابر وجهابذة علماء دمشق التي كانت قبلة طلاب العلم وموطن العلماء الأفذاذ، البارعين في شتى العلوم والفنون فتردد عليهم الشيخ عز الدين فنهل من علمهم الصافي الفياض، فانصقلت مواهبه، وتميزت شخصيته وتأثر بهم وسار على منهجهم في الورع والزهد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4)

[1] طبقات الشافعية الكبرى (5/ 83) فتاوى العز ص 69.
[2] طبقات المفسرين للداودي (1/ 313) المصدر نفسه ص 69.
[3] رفع الإصر عن قضاة مصر ص 70 فتاوى العز ص 70.
(4) فتاوي شيخ الإسلام العز بن عبد السلام ص 70 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست