اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 569
10 - عودة لويس التاسع: بقي لويس في الأراضي المقدسة مدة تقرب من أربع سنوات (مايو 1250 - أبريل 1254) وساعد على بقاء لويس التاسع حالة الشرق الأدنى السياسية في ذاك الحين، بعد ثورة المماليك في مصر التي أدت إلى تغير نظام وانتقاله من سلالة بني أيوب إلى المماليك البحرية، فكان من جزاء هذا نشوب الخلاف بين هؤلاء المماليك وأمراء بني أيوب في الشام الذين لم يقبلوا عليهم ملكاً من مماليك أسرتهم، وقد استغل الملك لويس التاسع هذا الخلاف الناشب بينهما لصالح القضية الصليبية إذ كان كل من الفريقين يسعى إلى اكتساب وده واجتذابه إلى جانبه في صراعه ضد خصمه وكان لويسع يطمع في اتساع هوة الخلاف بينهما حتى يخلو له الجو ويمكنه حينئذ تحقيق مطامعه التي أخفق في الحصول عليها عن طريق الحرب [1] وباءت جهود لويس التاسع بالفشل في إثارة الفتنة بين الأيوبيين في الشام والمماليك - بعد الصلح الذي تّم بينهم عام 651هـ/1253م - والواقع أن ذلك الصلح كان ضربة قاسية أصابت آمال الملك الفرنسي، إذ انهار ما كان يرجوه من وراء الشقاق الناشب بين القوتين من حيث إضعافها معاً واستفادة الصليبيين وحدهم من ذلك وأدرك أن مهمته في الأراضي المقدسة قد أذنت الانتهاء، كما أدرك أيضاً أن هذا الصلح عاد بالضرر على معاقل اللاتين وممتلكاتهم في الشام التي باتت مهددة بالخطر والضياع بعد أن خلا الجو للناصر يوسف باتفاقه مع من بيدهم السلطة في مصر ([2])، [1] العدوان الصليبي على مصر ص 272. [2] المصدر نفسه ص 279 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 569