اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 564
5 - حزن عظيم في فرنسا وأوروبا: عّم الحزن واليأس والجزع في فرنسا وأوروبا الغربية، لما منيت به الحملة من هزيمة منكرة، فلم يقتصر الأمر على فشلها في تحقيق رسالتها التي قامت من أجلها، لكنها فقدت في مصر عدداً لا يستهان به من رجالها بين قتيل وأسير وجريح وتروي بعض المراجع العربية أن النصارى ببعلبك عندما بلغهم ما نزل بالجيش المسيحي من الهزائم سودوا وجوه الصور في كنيستهم حزناً على ذلك [1]، ويصف المؤرخ الغربي المعاصر للحملة متى الباريزي حالة فرنسا حينذاك، فيقول إنه شملها الحزن من أقصاها إلى أقصاها وتحول كل شيء في المملكة إلى أنين وبكاء، فالآباء والأمهات يندبون أبناءهم، والصغار واليتامى يبكون آباءهم والأصدقاء ينوحون على أقاربهم وأصدقاءهم ويستمر نفس المؤرخ في وصف هذه الحالة فيقول إن عدداً كبيراً من المسيحيين قد تزعزعت عقيدتهم وكانوا على وشك الارتداد عن دينهم لو لم يعمل رجال الدين على تهدئة خواطرهم وإقناعهم أن جميع الذين قتلوا في هذه الحملة الصليبية أصبحوا في مرتبة الشهداء [2] ويقول الكاتب الفرنسي لافيس: إن هذه الهزيمة تعتبر بحق من أشد الهزائم التي نزلت بالفرنج حتى أنهم انصرفوا تماماً عن فكرة الاشتراك في حرب صليبية جديدة [3]. [1] نهاية الأرب عن العدوان الصليبي على مصر ص266. [2] العدوان الصليبي على مصر ص 266. [3] المصدر نفسه ص 266.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 564