اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 562
سابعاً: نتائج الحملة الصليبية السابعة: وقد ترتب على هزيمة لويس التاسع عام 1250م/648هـ وفشل الصليبية السابعة مجموعة من النتائج من أهمها:
1 - عجز فرنسا عن تحقيق أهدافها: والملاحظ أن فعاليات الدور الفرنسي في دعم الحركات الصليبية وفي التوجه إلى البعد الأفريقي نالها الخسران المبين وعجزت فرنسا عن صنع واقع حربي وسياسي في المنطقة على حساب الأيوبيين، وبذلك تأكد للدارسين كيف أن كافة المحاولات الصليبية لأخضاع مصر سواء في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين/ السادس والسابع الهجريين لم تحقق أدنى نجاح، ولا شك في أن صورة أسرة آل كايبه الحاكمة في فرنسا، ضعف أمرها بين الأسر الحاكمة في أوروبا بسبب الهزيمة الشنيعة التي تعرض لها لويس التاسع ووقوعه في الأسر [1].
2 - السند التاريخي للمماليك للوصول للحكم: تبين بوضوح الدور البارز الذي قام به المماليك في معركة فارسكور وكيف أن جهادهم أعداء الإسلام كلل بالنجاح، وفي حقيقة الأمر؛ أن ذلك الدور كان له أثره في ارتفاع شأنهم وبذلك سيصبح لهم السند التاريخي في الوصول إلى العرش، وليس غريباً أن العام الذي شهد الانتصار على الغزاة وهو عام 1250/ 648هـ، هو ذاته العام الذي شهد نهاية تورانشاه حريقاً غريقاً لتنتهي الدولة الأيوبية، ويتم إفساح الطريق لدولة المماليك المدافعة عن الإسلام [2] بقوة وعزم ونشاط.
3 - المرأة في صفوف المجاهدين: فقد أثبتت لنا تلك الحملة دور المرأة المسلمة خلال ذلك الصراع العنيف بين المسلمين والصليبيين على أرض مصر كما تجدر الإشارة إلى دور شجرة الدر التي حفظ لها التاريخ حكمتها في أصعب المواقف التي مرت بها الدولة الأيوبية حينذاك ومن الممكن القول بأن المرأة المسلمة كانت تعمل في الجبهة الداخلية التي هي أساس نجاح جبهات الصراع الحربي مع الصليبيين وساهمنّ في صنع تاريخ الأمة الجهادي [3]. [1] الحروب الصليبية بين الشرق والغرب ص 310. [2] المصدر نفسه ص 310. [3] المصدر نفسه ص 310، 311.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 562