اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 560
9 - فتور الروح الدينية عند الصليبيين: وعلى الرغم من اتسام هذه الحملة الصليبية بالطابع الديني، فإننا نلاحظ فتور هذه الروح بين كثير من المقاتلين، وتدخل المصالح المادية في الحركة الصليبية، وإن موقف البحارة الجنوية والبيازنة وجماعة الرهبان الداوية لدليل كاف على ذلك، فقد غلبت على الجنوية والبيازنة الذين بقوا في دمياط لحراستها، عندما تقدم الجيش الفرنسي جنوباً صوب العاصمة - الضفة التجارية، ورأوا ألا يعرضوا أنفسهم للخطر عندما علموا بوقوع لويس التاسع ورجاله في أسر - المسلمين - فتراهم يقرون ترك دمياط والنجاة بأنفسهم ولم يعدلوا عن رأيهم إلا بعد أن ابتاعت لهم الملكة مرجريت كل ماهم في حاجة إليه، وأدخلتهم تحت نفقة الملك الخاصة، فقد كانت حرفتهم التجارة وهمهم الأول والأخير هو الكسب المادي وأما الداوية - الذي من مبادئهم الفقر والطاعة، فقد أظهروا جشعهم وأنانيتهم عندما رفضوا إقراض لويس التاسع المال اللازم لاتمام دفع الفدية - للمسلمين - ولم يحصل الملك على المبلغ المطلوب إلا بعد مناقشات حامية بينه وبينهم اشترك فيها جوانفيل، وهكذا يمكن القول إنه لم يكن لكثير من الصليبيين رغبة صادقة في - القتال الديني - وإن إخلاص المسلمين لمبدأ الجهاد في سبيل الله، كان يفوق إخلاص المسيحيين له [1]. [1] العدوان الصليبي على مصر ص 255.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 560