responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 558
وعندما اغتصب روبرت كونت ارتوا من وليم كونت سالسبري الغنيمة التي كان قد استولى عليها، توجه الأخير إلى لويس متظلماً من تصرفات شقيقه، راجياً منه أن يعيد إليه ما اغتصبه روبرت منه، لم يسع الملك لويس التاسع أن يفعل شيئاً حتى أن الفارس الإنجليزي استشاط غضباً وترك المعسكر هو ورجاله إلى عكا قائلاً للويس إنه ليس ملكاً إلا بالإسم وإنه ليس له أي سلطة فعلية على رجال جيشه ولعل أبلغ مثل على عصيان الأوامر الملكية ما فعله روبرت بعد عبوره بحر الشموم؛ إذ اندفع نحو المنصورة غير مبال بأوامر أخيه، ولقد بذل الملك ما في وسعه لمنعه من التقدم، وأرسل إليه عشرة فرسان يأمرونه بالتوقف والانتظار ولكن روبرت أختار أن يقوم بهجومه المتهور مخالفاً أوامر قائده، ذلك الهجوم الذي باء بالفشل وأودى بحياته هو ورجال المقدمة كلهم تقريباً وغير هذا وذاك فالحملة مليئة بالمعارك التي مات فيها كثير من الصليبيين نتتيجة تمردهم وعصيانهم لأوامر مليكهم [1]، قد يفسر هذا العصيان بأنه لم يكن للفرنسيين جيشاً قوياً موحداً، وأنهم كانوا ينظمون قواتهم على الطريقة الإقطاعية التي كانت متبعة في العصور الوسطى، وأن الملك ما زال هو الأول بين أقرانه، ليس له عليهم سلطة حقيقية ولكن كيفما كان الأمر فإن قائد جيش إقطاعي كلويس التاسع لم يكن يعقل أو يتوقع أن تتحطم خططه وتتكسر تعليماته من جراء عصيان كهذا [2].

[1] العدوان الصليبي على مصر ص 250.
[2] المصدر نفسه ص 251.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست