اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 55
5 - تحالف الأخوين الأفضل والظاهر ضد العادل: يبدو أن الملك الظاهر غازي صاحب حلب كان قد أدرك أهداف عمه الملك العادل في إبقاء الخلاف بين أخويه الملك الأفضل والملك العزيز، فقرر معاندة عمه ومحاولة التخلص منه، ولذلك غضب الظاهر غازي على أخيه الأفضل لأنه كتب لعمه أنه وصل مصر، ولن يخرج عن أمره، فكتب إلى الأفضل يقول: أخرج عمنا من بيننا، فإنه لا يجيء علينا منه خير وأنا أعرف به منك، وأقرب إليه، فإنه عمي كما هو عمك، وأنا زوج ابنته، ولو علمت أنه يريد لنا خيراً لكنت أولى به منك [1] وأشار عليه بقصد دمشق وأخذها من عمه العادل وأن ينتهز الفرصة لإنشغال عمه بحصار ماردين وارتاح الملك الأفضل لرسالة أخيه السابقة، واتفق الأخوان على القضاء على سيادة عمهما الملك العادل [2]، وتعاون معهما أسد الدين شيركوه بن محمد صاحب حمص، واغتنم الأفضل بُعد عمهما عن دمشق، وانشغاله في محاصرة ماردين، فسار بعساكر مصر إلى الشام، بعد ما استناب بمصر الأمير سيف الدين أركش وحاصر دمشق وسرعان ما وصلت عساكر حلب لدعم جند مصر، فضيقوا الخناق على المدينة، ولكنهم لم يحاولوا اقتحامها، وعندما علم الملك العادل بالأمر، ترك ابنه الملك الكامل على حصار ماردين، واندفع مسرعاً إلى دمشق، وأخذ يبذر بذور الشك والخوف بين الأخوين، فأرسل إلى الملك الظاهر غازي وقال له: أنا أسلم إليك دمشق وأنت السلطان فطمع الظاهر واختلف الأخوان ورحل الملك الأفضل إلى مصر [3]. والظاهر إلى حلب بعد ما حرقوا ما عجزوا عن حمله [4]. [1] النجوم الزاهرة (6/ 147) القدس بين أطماع الصليبيين ص 39. [2] المختصر لأبي الغداء (3/ 97) المصدر نفسه ص 39. [3] السلوك للمقريزي (1/ 81). [4] القدس بين أطماع الصليبيين وتفريط الملك الكامل ص 40.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 55