اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 544
[2] - وحدة الصف الإسلامي: فقد كانت مصر والشام تحت زعامة واحدة ولاحت بشائر النصر منذ وصول الجيوش الشامية إلى مصر [1]، وكانت روح الجهاد تسرى في قلوب المسلمين حيث أن المتطوعين من المسلمين في مصر جاءوا من جميع أنحاء مصر بدأو يقاتلون العدو بالهجوم فيقتلون ويأسرون ففي أول شهر ربيع الأول بدأت الأعمال الفدائية ضد العدو فوقع في يد الفدائيين ست وثلاثين أسيراً كان من بينهم اثنان من فرسان العدو، أرسلا إلى القاهرة مكبلين بالحديد [2]، ثم تتابعت الأعمال الفدائية ضد العدو تتابع أيضاً سقوط مزيد من الأسرى، فسقط في اليوم الخامس من نفس الشهر تسعة وثلاثين أسيراً ثم اثنان وعشرون في اليوم السابع وخمسة وأربعون في اليوم السادس عشر في بينهم ثلاثة من فرسان العدو، وبلغ عدد الأسرى في شهر جمادى الأولى خمسين أسيراً واستمر العمل الفدائي الشعبي في تكبيد العدو خسائر فادحة وعندما أعلن الجهاد المقدس من فوق منبر الجامع الأزهر في 26 شعبان 647هـ سرعان ما انتشر نبأ الجهاد في أنحاء مصر كلها واشتد حماس الجماهير في مصر للتطوع للجهاد، فخرج الناس من القاهرة، وسائر المدن والقرى فاجتمع عالم عظيم لا يقع عليه حصر، واستطاع الفدائيون من عامة المسلمين أن يزعجوا الصليبيين ومنعوهم من الاستقرار والراحة [3]، ويصف المقريزي هذا الدور العظيم الذي قام به الأهالي من العرب وغيرهم ضد الفرنج فيقول: وأبلى عوام المسلمين في قتال الفرنج بلاء كبير، وانكوهم نكاية عظيمة وصاروا يقتلون منهم ويأسرون [4] وقد سقط الشهداء من عامة المسلمين والمماليك - جنباً إلى جنب دفاعاً عن مصر [5]. [1] تاريخ القبائل العربية في عصر الدولتين الأيوبية والمماليك ص 95. [2] المصدر نفسه ص 91 بدائع الزهور (1/ 69). [3] تاريخ القبائل العربية في عصر الدولتين الأيوبية والمماليك ص 93. [4] المصدر نفسه ص 93. [5] المصدر نفسه ص 94 الخطط (1/ 219 - 222).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 544