اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 542
[2] - لويس التاسع في الأسر وشروط الصلح: لم يهتم المسلمون كثيراً، بعد انتصارهم، بأمر دمياط، ونظروا إلى أبعد من ذلك، ففكرَّوا باسترداد ما بأيدي الصليبيين في بلاد الشام، فاستغلوا وجود الملك الفرنسي في الأسر لتحقيق هذه الغاية، لكن لويس التاسع أجاب بأن هذه البلاد ليست في أملاكه، بل تخص الملك كونراد ابن الأمبراطور فريدريك الثاني [1]، وعبثا حاول تورانشاه، إرغامه على الاعتراف وأصَّر لويس التاسع على رأيه وقال: إنه أسيرهم، ولهم أن يفعلوا به ما يشاؤون [2]، فبادر تورانشاه إلى إغفال هذا الموضوع لكنه قرَّر غزو بلاد الشام، وغالى في شروط الصلح إذ كان لزاماً على الملك الفرنسي أن:
- يفتدي نفسه بأن يؤدي مليون بيزنته وهذا مبلغ كبير.
- يُطلق سراح عدد كبير من الأسرى المسلمين.
- يسلم دمياط إلى المسلمين.
- يستمر الصلح مدة عشر سنوات [3].
وافق الملك الفرنسي على هذه الشروط، وأقسم الطرفان على احترامها [4]، وانتظر لويس لبعض الوقت حيث كانت زوجته تعاني آلام الوضع، وأرسل بعض رجاله إلى دمياط لتسليمها للمسلمين ودخلت القوات المدينة في السابع من مايو بعدما ظلت في أيدي قوات لويس ما يقرب من عام ودفع لويس نصف الفدية حسبما اتفق عليه وأطلق سراح الصليبيين من البر الشرقي إلى جيزة دمياط، ثم تبعهم باقي الصليبيين وفي يوم الأحد الرابع من صفر عام 648هـ الموافق الثامن من مايو عام 1250م أقلعت سفن الفرنج واتخذت طريقها إلى عكا حاملة فلول الحملة بعد أن أنهكتها الهزائم، وحلت بها الكوارث [5]. [1] مذكرات جوانفيل ص 157، 159 - 161. [2] تاريخ الأيوبيين ص 389 حملة لويس التاسع على مصر ص 206. [3] تاريخ الأيوبيين ص 389. [4] المصدر نفسه ص 389. [5] تاريخ الحروب الصليبية، محمود سعيد ص 315.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 542