اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 507
4 - اهتمام الأيوبيين بتربية المماليك الإسلامية: فأول ما يبدأ به تعليم المماليك ما يحتاجون إليه من القرآن الكريم ولكل طائفة فقيه يأتيها كل يوم، ويأخذ في تعليمها القرآن ومعرفة الخط، والتمرين بآداب الشريعة الإسلامية وملازمة الصلوات والأذكار وصار الرسم إذ ذاك إلا تجلب التجار إلا المماليك الصغار، فإذا صار إلى سنة البلوغ أخذ في تعليمه فنون الحرب في زمن السهام ولعب الرمح ونحو ذلك، فيتسلم كل طائفة معلم حتى يبلغ الغاية من معرفة ما يحتاج إليه، وإذا ركبوا إلى لعب الرمح أو رمي النشاب لا يجسر جندي ولا أمير أن يحدثهم أو يدنو منهم، عند ذلك ينقل إلى الخدمة وينتقل في أطوارها رتبة بعد رتبة إلى أن يصير من الأمراء فلا يبلغ هذا إلا وقد تهذبت أخلاقه وكثرت أدابه وأمتزج تعظيم الإسلام وأهله بقلبه، وأشتد ساعده في رماية النشاب وحسن لعبه بالرمح ومرن على ركوب الخيل، وقد كان لهم خداماً وأكابر من النواب يفحصون الواحد منهم فحصاً شافياً ويؤاخذونه أشد المؤاخذة، ويناقشونه على تحركاته وسكناته فإن عثر أحد مؤدبيه الذي يعلمه القرآن أو رأس النوبة الذي هو حاكم عليه، على أنه اقترف ذنباً، أو أحل برسم أو ترك أدباً من آداب الدين أو الدنيا، قابله على ذلك بعقوبة شديدة بقدر جرمه فلذلك كانوا سادة يدبرون الممالك وقادة يجاهدون في سبيل الله وأهل سياسة يبالغون في إظهار الجميل ويردعون من جار أو تعدى (1)
(1) الخطط (2/ 213 - 214) في التاريخ الأيوبي والمملوكي ص 84 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 507