اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 504
وأما عن السبب في تسمية هذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى اختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية - وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق، شمال البحر الأسود، ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولاشك في ولاء هؤلاء لسيدهم وكانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب، مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة [1]. وكان هؤلاء الصالحية يتولى شؤونهم في التعليم والإعداد العسكري جهاز إداري محكم من الموظفين المختصين بشؤون الجيش وبخلفيات الأمم، التي ينتمون إليها وبالدين الإسلامي الحنيف، ولذا كان الإعداد العسكري يتم على مراحل حيث أن المماليك الداخلين في السلك العسكري يخضعون لمراحل من التعليم والتربية الشاملة بين الجندية ومعرفة دين الإسلام، بما يؤهلهم للتخرج وخدمة السلطان مستقبلاً حيث يشكلَّون الرافد الأساسي لجهاز السلطنة المركزي [2]، ويتم تخرجهم بعد إجادة استعمال مختلف الأسلحة واتقان فنون القتال، والفروسية المختلفة، وبعد دخولهم في السلطنة العسكرية يخضعون لنظام التربية على حسب كفاءتهم وقدراتهم وخدماتهم التي بقدمونها، كما أن التدرج الطبيعي من رتبة أولى إلى أخرى أعلى منها هو أسلوب الترقية السائد (3) [1] الملك الصالح أيوب وانجازاته السياسية والعسكرية ص 111. [2] المصدر نفسه ص 111.
(3) المصدر نفسه ص 111 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 504