اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 49
فأعْززْ على الملوك وعلى الأولياء، بل على قلب مولانا - لاَ سلبه الله ثواب العزاء - بسرعة مصرعه وانقلابه إلى مضجعه ولباسه ثوب البِلَى قبل أن يَبْلَى ثوبُ الشباب وزفَّه إلى التراب وكانت مدة المرض بعد العود من الفيُّوم أسبوعين، وكانت في الساعة السابعة من ليلة الأحد العشرين من المحَّرم، ووجع أطراف وغليل كَبدِ وقد فجع بهذا المولى والعهد بوالده - رحمه الله - غير بعيد والأسى عليه في كل يوم جديد [1]. وقد وصل قبل هذا إلى العماد كتاب من القاضي الفاضل فيه: وأنا على ما يعلمه من العُزلة إلا أنّها بلا سكون، وفي الزاوية المسنوُنة لأهل العافية إلا أني على مثل حدَّ المنون، وكيف يعيش العاقل في الزَّمان المجنون؟ ونحن على انتظار البرق الشامي أن يمُطر، وحاش ذِِمَّةِ الوعد به أن تُخْفَر واشتغال سَيَّدنا في هذا الوقت باَلدَّرس والتدريس والتصوير والتكييف والتصانيف التي تُصرف فيها البلاغة أحسن التصاريف نعمة عين شُكرُها على العلماء، ويختص باللَّذة بها سادتهم من الفُقهاء [2]. [1] كتاب الروضتين (4/ 445). [2] المصدر نفسه (4/ 445).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 49