اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 45
وأما عطايا ماله فمباحة ... عِذابٌ وأما ظِلهُّ فظليل (1)
وقد قام في الملك بعده ولده إسماعيل وكان أهوج قليل التدبير، فحمله جهلهُ على أن أدَّعى أنه قرشي أموِىُّ وتلقب بالهادي، فكتب إليه عمه العادل ينهاه عن ذلك ويتهدده بسبب ذلك، فلم يقبل منه ولا التفتَ إليه، بل تمادى في ذلك وأساء إلى الأمراء والرَّعيّة، فقُتِل وتولّى بعده مملوك من مماليك أبيه [2].
10 - محاصرة الفرنج لتِبنْين عام 594هـ: في هذا العام جمعت الفرنج جمُوعها وأقبلوا فحاصروا تِبْنين، فاستدعي العادل بنى أخيه لقتالهم، فجاءه العزيز من مصر والأفضل من صرخد، فأقلعتِ الفرنج عن الحصن وبلغهم موت ملك الألمان فطلبوا من العادل الهُدنة والأمان فهادنهم ورجعت الملوكُ إلى أماكنها، وقد عظم المعُظَّم عيسى بن العادل في هذه المدة واستنابه أبوه على دمشق وسار إلى ملكه بالجزيرة، فأحسن فيهم السيَّرة [3]. 11 - وفاة عماد الدين زنكي بن مودود صاحب الموصل: 594هـ
كان من خيار الملوك وأحسنهم شكلاً وسيرة، وأجودهم طوية وسريرة وكان شديد المحبة للعلماء ولاسيما الحنفية وقد ابتنى لهم مدرسة بسنجار وشرط لهم طعاماً يطبخ لكل واحد منهم في كل يوم، وهذا نظر حسنٌ، والفقيه أولى بهذه الحسنة من الفقير، لاِشِتغال الفقيه بتكراره ومُطالعته عن الفكر فيما يُقِيته، فغدا على أولاده ابنُ عمَّه صاحب الموصل، فأخذ الملك منهم، فاستغاث بنوه بالملك العادل، فَردَّ فيهم الملك، ودرأ عنهم الضَّيْمَ واستقرت المملكة لولده قطب الدين محمد، ثم سار العادل إلى ماردين، فحاصَرها في شهر رمضان فاستولى على رَبَضِها ومُعَامَلتِها وأعجزته قلعتها، فصاف عليها وشتا وما ظن أحدُ أنه تَملكَّها، حتى هنَّته الشعراء بذلك؛ لأن ذلك لم يكُن مثبوتاً ولا مقدَّرا [4].
(1) مفرج الكروب (3/ 72). [2] البداية والنهاية (16/ 678). [3] المصدر نفسه (16/ 680). [4] البداية والنهاية (16/ 681).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 45