responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 434
وتطورت المشروعات الصليبية في الغرب الأوروبي وانتهج خلفاء صلاح الدين سياسة مهادنة إزاء الصليبيين تقوم على رد الفعل أكثر مما تقوم على المبادأة والمبادرة، فقد كان لإنشغال الأيوبيين بمنازعتهم من جهة، واهتمامهم بالهدنة مع الفرنج وتجديدها من جهة أخرى أثر إيجابي على الصليبيين الذين وجدوا الفرصة لالتقاط أنفاسهم وحشد المساعدات من الغرب الأوروبي لمساعدتهم [1] ولم يحدث تطور عسكري، أو فكر سياسي متقدم عند الأيوبيين وغابت روح الحسم العسكرية التي أقامت الدولة الأيوبية بل تلاشت وخصوصاً في عهد الكامل وتظهر بعض الملامح العسكرية التي أقامتها الممالك الأيُّوبية بعد صلاح الدَّين ويتجلىَّ منها:
أ- لم يبتكر الأيُّوبيون أسلحة قتال جديدة، أو يُطوَّروا تكتيكاً عسكرَّياً مُتميزاً، كما كان متوقَّعاً، نتيجة لاحتكاكهم بالفرنجة.
ب- لم يحرصوا على الجهاد وتحرير المناطق المحتلةَّ، بل إنهّم سلمَّوا كثيراً من الفتوح الصَّلاحَّية للفرنج.
ج- لم يُطوَّروا اقتصاداً حربياً يخدم الآلة العسكرّية، ويدعمها باستمرار وكفاءة.
س- أهمل الأيُّوبيون الأسطول، ولم يستخدموه إلا جُزئياً، وعند الحاجة الماسة.
ك- كان لكُلَّ من الملوك الأيوبيَّيْن مشروعه السياسي الخاصّ الذي وظَّف له كُلَّ قواه العسكرية المتاحة وأهمل كل ما عداه من مشاريع عامة [2]، فكان تسليم الملك الكامل القدس نتيجة طبيعية للإنحدار السياسي والعسكري بعد صلاح الدين.

[1] المصدر نفسه ص 85.
[2] العلاقات الدولية (2/ 2525).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست