اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 424
وسرعان ما وضعت هذه الاتفاقية موضع التنفيذ، فنودي بالقدس بخروج المسلمين منه، وتسليمه إلى الفرنج [1]، وأعلن فردريك الثاني في جنوده: أشكروا الله وأحمدوه، إذ أتم عليكم نعمته، وإن إتمامها كان معجزة من الله وليس نتيجة الشجاعة أو الحروب، وما أتمه الله لم تستطع قوة من البشر على الأرض إتمامه لا بكثرة العدد، ولا بالقوة ولا بأية وسيلة أخرى [2] وأطمأن الملك الكامل من ناحية الفرنج، ولكي يضمن ولاء أمراء البيت الأيوبي قام بتوزيع الأموال عليهم، فمنح أخاه العزيز عثمان صاحب بانياس خمسين ألف دينار [3]، وأعطى ابنه الظاهر غازي عشرة آلاف دينار وقماشاً نفيساً وخلعاً سنية، وقدم إلى الأمير عز الدين ايدمر المعظمي عشرين ألف دينار وأقطعه بمصر، فتستروا على تسليم بيت المقدس وتفريط الملك الكامل بها، أخذ القادة المسلمون بأسلوب الملك الكامل في توزيع الملك لكسب ولاء المتنفذين في مختلف الأقطار والتستر عليهم لقد أرضى الملك الكامل الإمبراطور خوفاً من غائلته، وعجزاً عن مقاومته، وصار يقول: إنا لم نسمح للفرنج إلا بكنائس والمسجد على حاله، وشعار الإسلام قائم، ووالي المسلمين متحكم في الأعمال والضياع [4]، واعتذر ملك الفرنج للأمير فخر الدين بقوله: ولولا أخاف انكسار جاهي، ما كلفت السلطان شيئاً من ذلك، وأنه ماله غرض في القدس، ولا غيره وإنما قصد حفظ ناموسه عند الفرنج [5] وقد رأى الكامل أن شقاق الإمبراطور يفتح له باب محاربة الفرنج، ويتسع الخرق، ويفوت عليه هدف ما خرج بسببه فرأى أن يرضى الفرنج بمدينة القدس خراباً، وأنه قادر على انتزاعها متى شاء [6]. [1] شمس العرب ص 427، القدس بين أطماع ص 290 [2] المصدر نفسه. [3] السلوك (1/ 272) القدس بين أطماع الصليبيين ص 291. [4] القدس بين أطماع الصليبيين ص 291. [5] مفرج الكروب نقلاً عن القدس بين أطماع الصليبيين ص 291. [6] القدس بين أطماع الصليبيين ص 291.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 424