responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 421
وإزاء تنكر الكامل لوعوده ساء موقف فردريك الثاني لاسيما بعد أن جاءته الأخبار من الغرب بأن البابا استغل فرصة غيابه واعتدى على ممتلكاته، فأخذ يرجو الملك الكامل ويستعطفه، حتى قيل أنه كان يبكي في بعض مراحل المفاوضات وليس أدل على تذلل الإمبراطور من الكلام الذي جاء في رسائله إلى الملك الكامل: أنا أخوك واحترام دين المسلمين احترامي لدين المسيح، وأنا وريث مملكة القدس، وقد جئت لأضع يدي عليها، ولا أروم أن أنازعك ملكك، فلنتجنب إراقة الدماء [1]. وجاء في رسالة أخرى: أنا مملوكك وعتبقك، وليس لي عما تأمره خروج، وأنت تعلم أني أكبر ملوك البحر، وقد علم البابا والملوك باهتمامي وطلوعي فإن رجعت خائباً انكسرت حرمتي بينهم، وهذه القدس فهي أهل اعتقادهم وضجرهم، والمسلمون قد أخرجوها فليس لها دخل طائل، فإن رأى السلطان أن ينعم علي بقبضة البلد الزيارة، فيكون صدقة منه، ويرتفع رأسي بين ملوك البحر [2] .. واستمر الأمبراطور في الاستعطاف، ولم تلبث الاستعطفات أن أتت أكلها وأفلحت في التأثير في الكامل كان الكامل يريد أن يتنصل من وعوده، إذ كانت هذه الحملة لا تشكل أي خطر على المسلمين لذا تجمدت الاتصالات بين الملك الكامل والإمبراطور خمسة أشهر وأثناء ذلك شرع الإمبراطور في عمارة صيداً وكانت مناصفة بين المسلمين والفرنج، وسورها خراب فاستولى عليها وعمرها، ثم عاود الاتصال بالملك الكامل وتدلل إليه وأخذ يرجو ويستعطف (3)

[1] الدولة الأيوبية د. دعكور ص 213.
[2] الحركة الصليبية (2/ 1010) سعيد عاشور الدولة الأيوبية د. دعكور ص 213.
(3) القدس بين أطماع الصليبيين ص 286 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست