responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 403
كأن الثُّريَّا عُلَّقت في جبينه ... وفي خدَّه الشَّعْرَى وفي وجهه القمر (1)

وكانت مدة ولايته ستَّ عشرة سنة وعشرة أشهر وسبعة وعشرين يوماً ودفن بدار الخلافة، كان كثير الصدقات والبر والصَّلات، محسناً إلى الرعية بكل ما يقدر عليه، كان جده الناصر قد جمع ما يتحصَّل من الذهب في بركة بدار الخلافة، فكان يقف على حافَّتها ويقول: أتُرى أعيش حتى أملأها وكان المستنصر يقف على حافتها ويقول: أتُرى أعيش حتى أنفُقها كلَّها وكان يبَنْي الرُّبُط والخانات والقناطر في الطرُّقات من سائر الجهات، وقد عمل بكل محلَّةِ من محالَّ بغداد دار ضيافة للفقراء، لاسيمَّا في شهر رمضان وكان يتقصَّد الجواري اللاتي قد بلغن الأربعين فيُشترين له فيُعتِقُهن ويُجَهَّزُهن ويُزَوَّجُهن، وفي كل وقت يبُرِْزُ صِلاِته ألوف متعدَّدة من الذهب تُفَرَّقُ في المحالَّ ببغداد على ذوي الحاجات والأرامل والأيتام [2]، وغيرهم وقد وضع ببغداد المدرسة المستنصرية للمذاهب الأربعة، وجعل فيها دار حديث ومارستاناً وحماماً ودار طِبَّ وجعل لمستحقيها من الجوامك والأطعمة والحلاوات والفواكه وما يحتاجون إليه في أوقاته، وأوقف عليها أوقافاً عظيمة حتى قيل: إن ثمن التَّبْنِ من غَلاَّتِ ريعها يكفي المدرسة وأهلها ووقف فيها كُتُباً نفسية ليس لها في الدنيا نظير فكانت هذه المدرسة جمالاً لبغداد، بل لسائر البلاد [3] وقد احترق في عهد المستنصر عام 640هـ المشهد الذي بسامّرا المنسوب إلى عليَّ الهادي والحسن العسكري، وقد كان بناه أرسلان البساسيريُّ في أيام تغلبُّهِ على تلك النّواحي في حدود سنة خمسين وأربعمائة، فأمر الخليفة المستنصُر بإعادته إلى ما كان عليه ..

(1) البداية والنهاية (17/ 151).
[2] المصدر نفسه (17/ 260).
[3] البداية والنهاية (17/ 261).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست