responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 388
وجمع خوارزمشاه فقهاء وعلماء الأقاليم التابعة له وأمرهم بإصدار فتوى بعدم شرعية الخلافة العباسية وأن خلفاء بني العباس أهملوا أمر الجهاد ولم يتتبعوا أهل البدع والضلال بالقمع، وبعد صدور الفتوى أمر خوارزمشاه باسقاط اسم الناصر من الخطبة والسكة كما وأنه عمد إلى إثارة الرأي العام الإسلامي ضد الخلافة العباسية بالعراق، حيث نظم دعاية واسعة للتشهير بالخلافة معلناً أنه عثر على رسائل من الخليفة الناصر فيها تحريض للغوريين على مهاجمة خوارزمشاه مطالباً لعزل الناصر لأنه يقسم جماعة المسلمين ويحرض بعضهم على البعض الآخر!!

وقد سار خوارزمشاه علاء الدين محمد بجيش جرار سنة 614هـ/1217م نحو العراق مستهدفاً احتلال بغداد ولم تفد معه رسل الخليفة الناصر التي أرسلها لترده عن قصده وتنصحه بطاعة الخليفة واتخذ الخليفة الناصر حملة من الإجراءات لحماية العراق من الهجوم المرتقب وتمكن من كسب أتابكة إقليم فارس وأذربيجان ضده كما وأن الحشيشية النزارية الذين دانوا بطاعة الخلافة العباسية خلال هذه الفترة ولمدة قصيرة من الزمن استطاعوا اغتيال "أوغلمش" عامله في غربي بلاد فارس وبهذا استطاع الناصر أن يكون حاجزاً بينه وبين خوارزمشاه ومع ذلك فقد فرق الناصر السلاح وصرف الأموال للتحصين وإقامة المتاريس حول بغداد ولكن خوارزمشاه لم يتمكن من دخول العراق حيث صادفته بعد تركه همدان عاصفة ثلجية عاتية أهلكت دوابه والكثير من رجاله المقاتلين، كما تعرضوا لغارات من السكان المحليين مما جعل خوارزمشاه مضطراً إلى الإنسحاب بالبقية الباقية من جيشه منهار العزيمة خائر القوى [1].

[1] الخلافة العباسية (2/ 227).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست