اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 383
وعندما استكمل الخليفة الناصر تنظيمه الجديد نظرياً، بدا بتسيير رُسُله إلى ملوك المسلمين، وطالبا منهم الانتماء إليه عبر نظام الفُتُوَّة، وقد قبل الجميع ذلك، وانتسبوا للخليفة الناصر [1]، فهذا لا يُنقص من مُلكهم شيء وما سُلطة الفُتُوة إلا سلطة معنوية، لذلك لم يتخلف منهم أحد وقد "لبس السلطان العادل سراويل الفُتُوَّة للخليفة الناصر [2]، وكذلك أولاده الملك المعُظمَّ والملك الكامل والملك الأشرف، ولبسها المجاهد صاحب حمص، والملك الظَّاهر غازي ابن السُّلطان صلاح الدين صاحب حلب، وكذلك أرسل لباس الفُتُوَّة إلى كيخسرو سلطان الرُّوم [3]، واعتقد الخليفة النَّاصر بذلك أنَّه قد جمع الأمَّة حوله، وبالفعل، فقد أسبغت الفُتُوَّة مزيداً من الهيبة على منصب الخليفة [4]، فقد كان الملك الذي ينتسب إلى الخليفة يتبعه كُلُّ أركان دولته وأكابر بلاده، ولكن اهتمام الخليفة النَّاصر بتنظيم الفُتُوَّة جعله يعتقد أنهّا كُلّ ما يربطه بُملوُك المسلمين، حتى إنَّه لم يُبصر أعظم المخاطر التي تحيق بهم، ففي عام 615هـ/1218م وصلت رُسُلُ الخليفة الناصر إلى الملك الكامل [5]، وهو مرابط على دمياط أمام قّوات الفرنجة التي احتلتَّ المدينة، وأخذت تتقدّم باتجاه القاهرة فظنَّ الناس الظنون الجميلة يؤمئذ في الخليفة، فتبيَّن أنه لأجل رمي البُنُدق، وكونه يُريد أن يكون هو قبلته فتعجَّب الناس من إمام العصر وهمَّته [6] فكأن الكامل كان بحاجة إلى زعامة الخليفة لرمي البُنُدق ليُقاوم جحافل الفرنج الزاحفة على مصر [7]. [1] الموسوعة الشاملة د. سهيل زكار (14/ 74). [2] العلاقات الدولية (1/ 299). [3] المصدر نفسه (1/ 299). [4] الموسوعة الشاملة (20/ 134). [5] العلاقات الدولية (1/ 299). [6] العلاقات الدولية (1/ 299). [7] العلاقات الدولية (1/ 299).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 383