اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380
5 - الفتوة الناصرية: لعب نظام الفُتُوَّة دوراً كبيراً في العلاقات الدولية بين الخلافة العباسّية والعديد من الممالك الإسلامية وعلى الخصوص الممالك الأيُّوبيَّة، وذلك من خلال الهدف السياسي البعيد، الذي حاولت الخلافة العباسية - في عهد الناصر لدين الله - الوصول إليه عبر تنظيم الفُتوة وهو إعادة فرض سيطرتها على تلك الممالك بأسلوب جديد ويقوم نظام الفتوة - أساساً - على مكارم الأخلاق فهو: أن تُصَرب من يُبغضك وتكرم من يؤذيك وتحسن إلى من يُسيء إليك، وهذه أمور حسنة مطلوبة سُميَّت فُتُوَّة أم لم يُسمَّ، وقد شهد هذا النظام ذروة مجده مع الخليفة العباسي النَّاصر لدين الله: كان الخليفة النَّاصر شابَّاً مرحاً ممتلياً بالحيوية والرجولة، والناس يتهَّيبون لقُياه [1]، فانعكست قوَّة شخصيته على قوة منصب الخلافة والتمس الناصر طريقة جديدة لتقوية نفوذه على الممالك الإسلامية المختلفة، التي تدين له بنفوذ معنوي، وليس عليها أيُّ تأثير سياسي حقيقي، فسعى لتزويد منصب الخلافة بُسلطة أخرى غير سلطة الشرعية تتمثل بُسلطة اجتماعية سياسيَّة أخلاقية، تؤدَّي - بحال انتشارها - إلى التفاف الجميع حول منصب الخلافة الذي يرأس هذه السلطة أو المنظمة الجديدة [2] وكان صاحب الفُتُوَّة في بغداد أيام الخليفة الناصر هو الشيخ عبد الجبار، فأحضره الخليفة " وأعطاه خمسمائة دينار، وخلع عليه وعلى ولده، وكان شيخاً حسناً له أتباع كثيرون ([3])، [1] الموسوعة الشاملة د. سهيل زكار (14/ 74). [2] العلاقات الدولية (1/ 296). [3] الموسوعة الشاملة (21/ 256) د. سهيل زكار ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 380