اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 362
[3] - تحالف صاحب مردين والسلاجقة: وقف صاحب ماردين من الملك الكامل موقفاً عدائياً بعد سقوط آمد وحصن كيفا، إذ استغل ضعف الملك الصالح نجم الدين أيوب نائب الملك الكامل في المنطقة الشرقية، فقد كان صبياً تعوزه القوة والدراية، والخبرة، فبادر صاحب ماردين إلى التحالف مع كيقياد سلطان سلاجقة الروم، وقاما بهجوم شديد على حران والرها والرقة واستولوا عليها عام 634هـ/1236م، وقد ذكرت سابقاً أن الملك الكامل اضطر لمهاجمة الأراضي السلجوقية لعدم التزام صاحبها الاتفاق بينهما، أما صاحب خرتيرت الارتقية فقد وقف بجانب الكامل في حربه مع سلاجقة الروم [1] واستمر عداء ماردين للأيوبيين بعد وفاة الملك الكامل [2].
خامساً: علاقة الملك الكامل باليمن: عامل الأيوبيين أهل اليمن معاملة طيبة، فكسبوا ودهم، مما أدى إلى استقرار الأوضاع مدة من الزمن، وتوالي عدد من الأيوبيين على حكم اليمن، إلا أن أوضاع البلاد اضطربت في عهد الملك المعز إسماعيل بن طغتكين في أواخر القرن السادس الهجري، إذ كان الملك يميل إلى اللهو والعبث، وكان فيه هوج، فأدعى أنه قرشي، وأنه من بني أمية ولبس الخضرة، وثياب الخلافة، ودعا بالخلافة إلى نفسه [3]، ففقد الملك المعز إسماعيل ثقة الناس، وخرج عليه بعض المماليك، واغتالوه عام 598هـ/1201م فتولى عرش اليمن أخوه الملك الناصر بن طغتكين، وكان صغير السن، فتولى أتابك والده سيف الدين سنقر الوصاية عليه، وتدبير شؤون البلاد، ولكن الأخير توفي بعد أربع سنوات، فتولى سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الملك بعد ما تزوج أم الملك الناصر بن طغتكين [4]، فملاء سليمان البلاد بالجور والظلم وكثرت الفتن في اليمن [5]. [1] المصدر نفسه ص 213. [2] المصدر نفسه ص 188. [3] المصدر نفسه ص 188. [4] المصدر نفسه ص 188. [5] العقود اللؤلؤية (1/ 30) للخزرجي القدس بين أطماع ص 188.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 362