responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 339
مفسحاً المجال لأخيه الكامل للتحرُّك في الشام والجزيرة ومحاولة تحقيق مشروعه الكبير بضمَّ الشام إلى مصر وتشكيل مملكة واحدة منهما تحت حكمه [1] ولم تمتّد ممتلكات الكامل من مصر حتى الجزيرة، وحسب، بل اعترف به جميع ملوك بني أيُّوب سُلطاناً أعظم عليهم، ومرجعاً للبيت الأيوبي دون أن يخرج أيُّ منهم عن طاعته، وتحقَّق بذلك القسم الأوَّل من مشروع الكامل، وهو ضَمُّ الشَّام إلى مصر تحت حكمه، وهذا الحُلم كان يراود كُلَّ من شعر بتفوقه من ملوك بني أيوب، ولتحقيق كامل المشروع تحرَّك الكامل بقوَّاته من مصر عام 629هـ-1231م بعد أن مهَّد لنجاح مشروعه بسلسلة من المصاهرات ربط بها، من يخشى معارضتهم من الملوك الأيوبية، فقد زوَّج ابنته فاطمة خاتون من الملك العزيز صاحب حلب، كما زوج الكامل ابنته الأخرى غازية خاتون من الملك المظُفرَّ صاحب حماة، وفي طريقه مرَّ بالكرك، فعقد لصاحبها ابن أخيه النَّاصر داود بن المعظمَّ على ابنته الثالثة عاشوراء خاتون، وغطىَّ الكامل تحركه العسكري بإظهار هدف يُمكن قبوله في الشَّام، ويُسوّغ به خُروُجه بهذه القوة فقد أعَّلن أنَّه يريد انتزاع آمد من يد ملكها المسعود بن الصَّالح محمود وكانت آمد مع قوَّة حُصوُنها لا تستحق هذا الجمع العسكري الهائل الذي وصل مع الكامل والذي قال عنه ابن واصل في أحداث 631هـ/1234م ما يلي " شاهدت مع العساكر وكثرتها ما غلب على ظني إنه لم يجتمع مثله في الأعصار القريبة منَّا لملك من الملوك [2] وحاصر الكامل مدينة آمد بقوات هائلة الحجم والفعَّالية، وهاجمتها العساكر، ونقبت الأسوار، فطلب أهلها الآمان، فأجابهم الكامل [3]، ونزل صاحبها إلى الكامل، فاعتقله وسجنه في حصن كيفا (4)

[1] العلاقات الدولية (1/ 243).
[2] مفرج الكروب (5/ 74) العلاقات الدولية (1/ 245).
[3] العلاقات الدولية (1/ 245).
(4) المصدر نفسه (1/ 245) ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست