اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 33
وكان الملك العادل يؤثر مسير الملك العزيز ليتمكن من أغراضه ولأن العساكر مع اختلافها تجتمع مع الملك العزيز لعلو همته، وسمو قدره، وسماحة يده وسعة صدره، فاجتمع الملك العادل والملك العزيز وأشار عليه أن يسافر بنفسه وقال له ما معناه: إن الدولة الصلاحية بإدارتك صلاحها، وبفلاحك فلاحها، وبنهضتك ينهض جناحها، وبسعدك يسعد نجاحها وإن لم تجتمع الكلمة عليك لم تجتمع كلمة الإسلام، ولم تستقر العصمة من الكفر بالشام، وفي كل بلد من إخوتك سلطان، ما منه لأمرك إذعان، وغداً عند الحاجة إلى الاستنفار والاستنفار، وكلُّ منهم على سِمَةِ النفار، تنزل النوازل والدوائر بالديار، فاستخر الله تعالى وانشط ولدولتك احَتط، وسر مستقبل النصر سارّا، وللجحفل المجرّ جارّا وللدولة الناصرية ناصراً، ولأيدي المتعدي عنها قاصراً، وأنت سلطانناً ونحن الأتباع، والأنصار والأشياع [1]، وسار الملكان: العادل والعزيز إلى دمشق فنازلاها ولم يحدث قتالاً، والملك العادل مظهر أنه على عهده وميثاقه، لم يتغير عنه ولم يَحُلْ، وأنه ليس مقصوده إلا إصلاح ذات البين وانتظام الشمل وكتب الأمراء بدمشق والأكابر متواصلة إلى الملك العادل والملك العزيز، لأن بعضهم كانت قد حصلت عنده نفرة من الملك الأفضل لأسباب وقعت منه ومن وزيره توجب الاستيحاش وبعضهم كوتبوا من جهة الملك العادل والملك العزيز بما طيَّب به قلوبهم وبسط في آمالهم، فكتبوا يحثونهما على معالجة الزحف إلى البلد وانتهاز الفرصة ويعدون من أنفسهم المساعدة وفتح الأبواب لهم [2].
4 - استيلاء الملك العزيز على دمشق: ولما جرى ما ذكرناه من المخابرة، من الأمرءا المقيمين بدمشق وتوثق منهم الملك العزيز والملك العادل ولم يشعر الملك الأفضل إلا وقد دخل الملك العزيز وعمه داخل المدينة، فاضطر إلى قبول ما فرضه عمه وأخوه عليه بحيث: [1] المصدر نفسه (3/ 55). [2] المصدر نفسه (3/ 62).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 33