اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325
واتفق الملك المعظَّم مع أكبر قّوة خارجية كانت تتلوح في الأفق الشمالي الشرقي وهي الدولة الخَوَازرمية، فقد راسل السلطان جلال الدين، وخالفه، ونتيجة للخوف من قدوم جلال الدين إلى المنطقة تحركت القُوَّة الخارجية الثانية وهي دولة سلاجقة الرُّوم، فحالف سُلطانها كَيْقُبَاذ الملك [1] الأشرف واتَّضح في المنطقة معالم حليفين كبيرين الأول دبَّره ورتَبه الملك المعظمَّ وأكبر قوة فيه الدولة الخوارزمية ومعهم مظفر الدَّين صاحب إربل، والمسعود صاحب آمد، والمظفر غازي صاحب خلاط وأما الحلف الثاني، فهو حلف انتظم فيه معارضوا الحلف الأوّل، وفيه - حُكما - الملك الكامل وأخاه الملك الأشرف، وحليف الملك الأشرف القديم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وانضَّم إليهم كيقبُاد سُلطان سلاجقة الروم، بدأ التحُّرك لحلف المعظم، بإعلان المظفر شهاب الدين غازي العصيان على أخيه الملك الأشرف في خلاط فسار الملك الأشرف، وحاصره، وأنزله من قلعتها بالأمان فاستردها منه وأبقى عليه ميّافارقين فقط [2] وبدأ الصراع المسلح بين الأخوة وكل من أحلافهم وتعقد الوضع السياسي والعسكري في شمال الشام واتفق الملك الأشرف والملك المعُظم على اللقاء وأن: يرحل كلُّ منهما عن الموضع الذي يحاصره " فالتقيا في القريتين وسار الملك الأشرف مع الملك المعظمَّ حتى دخلا دمشق [3]، ويبدو من هذه الأحداث وتطوراتها أن الملك الأشرف هو صاحب فكرة الاجتماع قصداً لقطع مادة الشَّر [4]، ونتيجة لتطور الأحداث وافق الملك الأشرف أخاه على ما طلبه منه، وعاد الملك الأشرف للجزيرة [5]. [1] مفرج الكروب (4/ 203). [2] المصدر نفسه (4/ 138). [3] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (1/ 240). [4] مفرج الكروب (4/ 179). [5] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (1/ 241).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 325