اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 314
تاسعاً: وفاة، صاحب أربل مظفر الدين أبو سعيد كُوكَبرى 630هـ:
السلطان الدَّينَّ الملك المعظم مُظَفرَّ الدَّين أبو سعيد كُوكُبرى بن علي ابن بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل وابن صاحبها ومُمصّرها الملك زين الدين علي كوجك [1]، وكوجك هو اللطيف القّد، كان كوجك شهماً شجاعاً مهيباً، تملك بلاداً كثيرة، ثم وهبها لأولاد صاحب الموصل، وكان يوصف بقوة مفرطة، وطال عمره وحج هو والأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي وتوفي سنة ثلاثة وستين وخمس مئة، وله أوقاف وبّر ومدرسة بالموصل، فلما مات تملك إربل إبنه هذا وهو مراهق، وصار أتابكه مجاهد الدين قيماز، فعمل عليه قيماز وكتب محضراً بأنه لا يصلح للملك وقبض عليه ومَلَّكَ أخاه زين الدين يوسف، فتوجه مظفر الدين إلى بغداد فما التفتوا عليه فقدم الموصل على صاحبها سيف الدين غازي بن مودود، فأقطعه حّران، فبقي بها مُدَيْدَة، تم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين، وغزا معه، وتمّكن منه، وأحبه، وزاده الرُّها، وزوجه بأخته ربيعة واقفة الصاحبية، وأبان مظفر الدين عن شجاعة يوم حطّين، وبيَّن، فوفد أخوه صاحب إربل على صلاح الدين نجدة فتمرَّض ومات على عكَّا فأعطى السلطان مظفر الدين إربل وشهرزور، واسترد منه حّران والرُّها وكان محباً للصدقة، له كل يوم قناطير خبز يفرقها ويكسو في العام خلقاً ويعطيهم ديناراً ودينارين، وبنى أربع خوانك للزّمن والأضراء، وكان يأتيهم كل اثنين وخميس ويسأل كل واحد عن حاله ويتفقده ويباسطه ويمزح معه، وبنى داراً للنساء، وداراً للأيتام، وداراً، وداراً للقّطاء ورتَّبَ بها المراضع، وكان يدور على مرضى البيمارستان، وله مضيف ينزلها كل وارد، ويُعْطَي كل ما ينبغي له وبنى مدرسة للشَّافعية والحنفية وكان يمّد بها السماط ويحضر السماع كثيراً، لم يكن له لذة في شيء غيره، وكان يمنع من دخول مُنكر بلده وبنى للصوفية رباطين ... [1] سير أعلام النبلاء (22/ 334).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 314