اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 312
سابعاً: وفاة خاتون بنت الملك العادل 616هـ:
توفيت خاتون بنت الملك العادل سنة616هـ وهي زوجة الملك المنصور صاحب حماة وحزن عليها حزناً عظيماً، ولبس الحداد، وأمر بصعود أكابر حماة إلى القلعة للصلاة عليها، فصلوا عليها، وعمل السلطان عزاها بالمدرسة المنصورية حماة وكان مكتئباً حزيناً لابساً الحداد وهو ثوب أزرق وعمامة زرقاء، وإلى جانبه أولاده الملك الناصر قلج أرسلان وأخوته وعليهم كلهم الحداد، وقرأ القُراء بين يديه ووعظت الوعاظ وانشدت الشعراء المراثي وكان اقترح له أن تنظم المراثي على وزن قصيدة أبي العلاء المعري ورويّها التي مطلعها:
يا ساهر البرقِ أيقظ راقد السَّمرُ ... لعل بالجِزْعِ أعواناً على السَّهر
فعمل جماعة من الشعراء قصائد على هذا الوزن والروى [1] وللملك المنصور زوجها في رثائها عدة قصائد، من ذلك قصيدة مطلعها:
دموع كالغيوث الهاطلات ... لماضى من كآباتي وآتي
ولو عات علي لها إحتكام ... يرق لها ملام اللائمات
على من في الضريح لها أنيس ... صلاة واصلتها بالصلات
أيا من وجهُها عندي عزيز ... ويا من موتُها أوهي حياتي
سلام الله كل صباح يوم ... على تلك العظام الباليات
أساكنة اللحود عليك مني ... دموع دونها ماء الفرات
لقد كانت بك الساعات تزهو ... لعيني كالنجوم الزاهرات
وفقدك صير الأيام عندي ... لبعدك كالليالي الحالكات
وكنت بعصمة الدين المهنى ... بعصمتها العلية عن صفات
إلى أن قال:
ولكني أذبت سواد عيني ... فسال مع الدموع السائلات (2)
ومنها:
وتبكي الصالحات عليك حُزناً ... بكاءَ الأمهات على البنات (3) [1] مفرج الكروب (4/ 60، 61).
(2) مفرج الكروب (4/ 68).
(3) المصدر نفسه (4/ 69)
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 312