responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 297
وأعلم يا أخي رحمك الله تعالى، أن الله تعالى قد علم أنهم يسألون ذلك وأنهم لا يردون إلى الدنيا، وإنما أراد إعلام المؤمنين الذين في الدنيا أمنيتهم في الجنة القتل في سبيله ليرغبهم في ذلك، وقال إبراهيم التيمي، رحمه الله تعالى: مثلت نفسي في الجنة مع حورها، وألبس من سندسها، وإستبرقها آكل من ثمارها، وأعانق أبكارها وأتمتع بنعيمها، فقلت لنفسي: يا نفس أي شيء تتمنين؟ فقالت: أردُّ إلى الدنيا، فأزداد من العمل الذي نلت به هذا، ثم مثلت نفسي في النار أعالج أغلالها وسعيرها أحرق بجحيمه، وأجزع من حميمها، وأطعم من زقومها، فقلت لنفسي: أي شيء تتمنين؟ فقلت لنفسي أردّ إلى الدنيا، فأعمل أتخلص به من هذا العذاب، يا نفسي، فأنت في الأمنية فقومي فاعملي صالحاً.

- وكان بعض السلف قد حفر لنفسه قبراً، فإذا فتر من العمل نزل في قبره، فتمدد في لحده ثم قال: يا نفس قدّري أني قدمتّ، وصرت في لحدي، أي شيء كنت تتمنين؟
- وأعلم رحمك الله، أن أهل القبور أمنية أحدهم أن يسبح تسبيحه تزيد في حسناته، أو يقدر على توبة من بعض سيئاته، أو ركعة ترفع في درجاته، وقد روينا أن رجلاً ركع ركعتين إلى جانب قبر، ثم اتكأ عليه فأغفى، فرأى صاحب القبر في المنام يقول: تنَّح عني، فقد آذيتني والله إن هاتين الركعتين اللتين ركعتهما لو كانتا لي كانتا أحب إلي من الدنيا وما فيها، إنكم تعملون، ولا تعلمون ونحن نعلم، ولا نعمل [1].

[1] وصايا وعظات قيلت في آخر الحياة ص 181.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست