اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 292
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على الصيام فقط، لأنه طاعة وقربة إلى الله - سبحانه - بخلاف البواقي [1].
وأما نذر المعصية فقد ذكره ابن قدامة ضمن أقسام النذر فقال: نذر المعصية، فلا يحل به إجماعاً، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .. ومن نذر أن يعصى الله فلا يعضه [2]؛ ولأن معصية الله تعالى لا تحل في حال [3]، فقد ذكر ابن قدامة هنا الإجماع على عدم جواز نذر المعصية [4].
8 - مسألة الإمامة: ذهب ابن قدامة إلى وجوب طاعة الإمام في غير معصية الله، وقرر أنّ كل من ثبتت إمامته، فمن السنة السمع والطاعة له بَّراً كان أو فاجراً وحرمت مخالفته مالم يأمر بمعصية [5] وتحدث ابن قدامة في مواضع متفرقة من كتبه، عن بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها، والقيام بها، ومن هذه الأمور.
أ- الجهاد الغزو معهم، والصلاة خلفهم: حيث قال: ونرى الحج والجهاد ماضياً مع طاعة كل إمام، بّراً كان أو فاجراً، وصلاة الجمعة خلفهم جائرة [6]، وقال: ويغزى مع كل بَّر وفاجر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، برّاً كان أو فاجراً [7]، ولأن تركه مع الفاجر يفضي إلى تعطيل الجهاد، وظهور العدو [8]. [1] الفتح الرباني لأحمد البنا (14/ 191). [2] البخاري في: باب النذر في الطاعة (4/ 228). [3] المغني (13/ 624) منهج ابن قدامه في تقرير العقيدة ص 141. [4] الكافي لابن عبد البر (1/ 454 - 455) فتح الباري (11/ 581). [5] منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف ص 372. [6] لمعة الاعتقاد ص 39 منهج ابن قدامة في تقرير عقيدة السلف ص 373. [7] ضعيف سنن أبي داود ص 249. [8] الكافي (4/ 281) المغني (13/ 14).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 292