responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 27
وكان المفارقون للملك العزيز معظم العسكر وثبت الملك العزيز في معسكره بالفَّوار ومعه خواص أصحابه على الخطر وبات تلك الليلة ثابت الجأش والجَنان، وما أظهر أسفاً على فراق مَن فارقه من عسكره، واستدعى رُسل الملوك الذي عنده وأجاب كُلاًّ منهم عن رسالته وخلع عليهم وسَّرحهم [1] وأصبح الملك العزيز راحلاً بمن بقي معه من عساكر إلى الديار المصرية وسار إليها على تيقظ وتحفظ - وحذر - وسلك طريق اللجون والرملة، وخاف من الأسدية المقيمين بالقاهرة، أن يوافقوا أصحابهم الغادرين ويسلكوا سيرتهم في الغَدر به، فقدم بين يديه أمراء على النُجُب وكان نائبه بالقاهرة الأمير بهاء الدين قراقوش الأسدي فبقى على الصفاء للملك العزيز وخلوص النيّة وتبعه على ذلك من بقى من الأسدية، ووصل الملك العزيز إلى البلاد وأمّن كلَّ من وجده من مُخلفَّي الخارجين عليه وطيب قلوبهم وأكرمهم وأحسن إليهم وأستقر في كرسي مُلكْهَ ومدحه القاضي السعيد ابن سناء الملك بقصيدة ذكر فيها نفاق الأسدية وفراقهم له [2]، منها:
من فرَّ منك فلا يُلامُ ... وشَرِيُد بأسِكَ مَا يَنامُ
وجنابُ عِزَّك ما يُرام ... من الخطوب وما يُضاَمُ
فرت لخوفك غِلمةٌ ... ولربما خاف الغلام
هابوا مَقَامك ذا العظيم ... فلم يكن لهم مقام
وهُمُ الأسُودُ فما لهم ... طاروا كما طار النعام
سَخرِتَ بهم بهم أوهامُهُم ... هُزواً وبالأوهام هاموا
لا ينفعون ولن يَضُرُّوا ... إن مضوا أو إن أقاموا
فلإن عفوتَ فإنما يعفو ... عن الذنب الكرام
وإن انتقمت فإنّ ... أيسر ما استحقوا الانتقام
ما دراهم حَرَمُ ولا في ... الشام صَيْدُهُم حرام
وهم به سكرى وليس ... سوى الهُموم لهم مُدَامُ

إلى أن قال:
ونزيل راحتك الندَّى ... وحليفُ دولتك الدَّوام (3)

[1] المصدر نفسه (3/ 48).
[2] المصدر نفسه (3/ 49).
(3) مفرج الكروب (3/ 50)
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست