اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 241
- تعاون الملوك الأيوبيون، فقد أدّى المعظم عيسى دوراً بارزاً في إحباط مؤامرة ابن المشطوب، ولم يتوانَ لحظة عن إنجاد أخيه، وتولىَّ الضغط على الصليبيين بمهاجمة ممتلكاتهم في بلاد الشام، وهدم القلاع الإسلامية خشية من استيلاء الصليبيين عليها، وتركها في حالة يتيسر على المسلمين استردادها إذا ما سقطت في أيدي هؤلاء، وكذلك فعل الأشرف موسى.
- دعم الجبهة الإسلامية بالمال والرجال والعتاد وإقامة التحصينات الكافية في الأماكن المناسبة.
وفيما يتعلق بالجانب الصليبي فيمكن رصد الملاحظات الآتية:
- أخطأ رجال الدين في إدارة الحملة، كما انتابهم الغرور والاعتزاز بالنفس، وعلى رأسهم المندوب البابوي بيلاجيوس الذي وصفته المصادر بالغباء، والعجرفة، وعدم الحيلة، فضلاً عن تشبُّثه برأيه، وقد تجاهل وضعه كرجل دين وتصرف كقائد عسكري، ولم يسمح للخبراء العسكريين مشاركته.
- الاختلاف في وجهات النظر بين الصليبيين بسبب سوء تصرف المندوب البابوي، وبخاصة بينه وبين يوحنا بريين الذي هددَّ بترك الحملة أكثر من مرة، وقد أدّى هذا الاختلاف إلى إضاعة الفرصة الذهبية التي أتيحت لهؤلاء لتحقيق هدف الحملة وبخاصة بعد أن عرض عليهم الكامل محمد شروطاً سخية للجلاء عن دمياط، والواضح أن موقف كلاً الرجلين كشف عن أطماعهما وتطلعاتهما إلى الزعامة والقيادة، مما أضَّر بالحملة ضرراً بالغاً [1].
- جهل الصليبيين بالوضع الطبيعي لأرض مصر، والخطأ الذي ارتكبوه باختيار طريق الزحف نحو القاهرة، وهو الطريق المحاذي لفرع النيل الشرقي، على الرغم من علمهم بمواعيد ارتفاع وانخفاض مياه، إذ كان يعترض هذا الطريق الكثير من النزع والقنوات المتفرعة التي شكَّلت كمائن أوقفت تقدم جيشهم. [1] تاريخ الأيوبيين ص 321.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 241