اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 230
وفعلاً هاجم في شهر محرم 617هـ/شهر آذار 1220م، قياسرية وفتحها عنوة، ثم توجه إلى قلعة عثليث [1]، لفتحها لكنه جوبه بمقاومة الداوية فيها، فاضطر إلى الانصراف عنها [2] وحذا الأشرف موسى حذوا أخيه المعظم عيسى، فأغار على إمارة طرابلس، وهاجم صافيتا، وحصن الأكراد، غير أنه لم يتمكن من المضي طويلاً في عملياته العسكرية بسبب الحرب بينه وبين سلاجقة الروم، لكنه رابط بالقرب من طرابلس وأنطاكية [3] والواقع أن الهجمات الإسلامية على ممتلكات الصليبيين في بلاد الشام بالإضافة إلى مرابطة الأشرف موسى، قد حرم الصليبيين الموجودين في دمياط من الإمدادات التي يمكن أن تأتي إليهم من الإمارات الصليبية في بلاد الشام، ليس هذا فحسب، بل أدّن إلى سحب بعض القوات الصليبية من دمياط لمساعدة إمارات بلاد الشام [4]، إذ أن الملك يوحنا بريين اتخذ من هذه الهجمات حجة لمغادرة دمياط إلى عكا، على الرغم من تعُّدد أسباب هذه العودة التي كان من بينها استمرار تدهور العلاقات بينه وبين المندوب البابوي، ومشكلة الوراثة في أرمينية الصغرى بعد وفاة ليو الثاني في منتصف عام 616هـ/صيف عام 1219م [5]. ومما يلفت النظر خطورة الصراع بين القوة الإسلامية السلاجقة والخورازميين والأيوبيين بينما ملوك أوروبا يتفقون، فكان لذلك التفرق أثر على الإسلام والأمة. [1] المصدر نفسه ص 315: اسم حصن بسواحل الشام. [2] تاريخ الأيوبيين ص 315. [3] المصدر نفسه ص 315. [4] تاريخ الأيوبيين ص 316. [5] المصدر نفسه ص 316.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 230