اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218
[1] - تخريب بيت المقدس عام 616هـ/1219م: اتجه الملك المعظم إلى دمشق لإمداد مصر بما تحتاج إليه من الرجال لدفع الخطر عن دمياط وسرعان ما بدأت الإمدادات تتقاطر على مصر، ولكنه خشي وصول بعض الإمدادات الصليبية إلى بلاد الشام، وبلغة أن الفرنج عازمون على أخذ القدس، بعد ما خلت الشام من العساكر، وكان بالقدس أخوه العزيز عثمان وعز الدين أيبك، فكتب إليهما المعظم بخرابه فقالا: نحن نحفظه: لذلك كتب إلى أخيه العزيز عثمان ثانية بتخريب بيت المقدس وقال: لو أخذوه (بيت المقدس) لقتلوا كل من فيه، وحكموا على بلاد الشام، وبلاد الإسلام، فألجأت الضرورة إلى خرابه [1]، اقنع العزيز عثمان برأي المعظم وشرع في تخريب سور مدينة القدس عام 616هـ/1219م فضج أهالي المدينة وخرجوا إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة وقطعت النساء شعورهن، ثم هرب الجميع بأموالهم، معتقدين أن الصليبيين في أثرهم "فامتلأن بهم الطرق، ومنهم من اتجه إلى مصر، أو إلى حصن الكرك، وذهب بعضهم إلى دمشق سائرين على الأقدام، والبنات المخدرات مزقن ثيابهن، وربطنا على أرجلهن من الحصا [2] ومات خلق كثير من الجوع والعطش ونهبت الأموال التي كانت بالمدينة المقدسة وقد تم تخريب المدينة كلها، عدا المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة وبرج داود [3] وأصبحت المدينة مفتوحة لا يمكن الدفاع عنها، ونقل الملك المعظم آلات القتال منها، وأنشد الشعراء في هذه المناسبة فقال قاضي الطور مجد الدين محمد بن عبد الله:
مررت على القُدس مُسلَّماً ... على ما تبقّى من ربوع وأنجم
ففاضت دُموع العين منَّي صبابة ... على ما مضى من عصره المتقدم
وقد رام علجٌ أن يُعفّى رسومه ... وشمّر عن كَفىَّ لئيم مُذَمَّمِ
فقلت له شُلَّت يمينُك خَلَّها ... لمُعتَبر أو سائل أو مسُلمَّ [1] المصدر نفسه ص 241 النجوم الزاهرة (6/ 224). [2] القدس بين أطماع الصليبيين ص 241. [3] مفرج الكروب (4/ 32).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 218