responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 216
- أنه كان يشك في نوايا الكامل محمد واعتقد أنه لم يتقدم بهذا العرض عن حسن نية، وإنما لجأ إليه كوسيلة من وسائل الخداع وبث التفرقة بين الصليبيين، فإذا عاد الصليبيون إلى بلادهم، وتفرقوا، فيسهل عندئذ استعادة الأراضي التي منحهم إياها [1]. ومن الواضح أن أفكاره هذه كان لها أثر كبير في ضياع الفرصة لاستعادة بيت المقدس وأيَّد فرسان الداوية والأَسبتارية موقف المندوب البابوي الرافض لعرض الكامل محمد وذلك لأسباب تكتيكية، إذ جرى تدمير استحكامات بيت المقدس، والقلاع الواقعة في الجليل ومن المستحيل المحافظة على المدينة المقدسة مالم تتم السيطرة الكاملة على إقليم ما وراء الأردن وعارضت المدن التجارية الإيطالية عرض الكامل محمد وهم عارضوا في السابق مهاجمة مصر، وحوَّلوا حملة صليبية، هي الحملة الرابعة، إلى القسطنطينية، فعلى الرغم من حرص بيزا وجنوة والبندقية، على ألا تقطع علاقاتها مع مصر، فقد رأوا وقتئذ أن احتلالهم الدلتا يُعدُّ مكسبا تجارياً ضخماً يفوق استرداد بيت المقدس، وأنهم يودون اتخاذ دمياط مركزاً لتجارتهم، لذلك كان من الطبيعي أن يرفضوا شروطاً تقضي بعدم لقائهم فيها، وهي المدينة التجارية الهامة التي تخدم مصالحهم التجارية، ويستطيعون من خلالها أن ينفذوا إلى عمق الأراضي المصرية، ولم يهتموا بإضافة الإقليم الداخلي إلى أملاك الصليبيين [2]، وهناك رأى آخر يتعلق برفض الصليبيين بعامة عرض الصلح الذي تقدم به الكامل محمد وهو أن القوات الصليبية كانت في وضع متقدم على جبهة القتال إذ نجحت في الاستيلاء على برج السلسلة والعبور إلى الضفة الشرقية للنيل وحصار مدينة دمياط، فضلاً عن تضعضع أحوال المسلمين، كما أملوا بوصول الأمبراطور فريدريك الثاني بقواته إلى ساحة المعركة، وبالتالي فإن امتلاك مصر أصبح شيئاً مضمونا ([3]

[1] المصدر نفسه ص 307.
[2] تاريخ الأيوبيين ص 307.
[3] المصدر نفسه ص 308 ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست