responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 209
وأعاد الملك الكامل حساباته بعدما لاحظ تزايد عدد الصليبيين يوماً بعد يوم، بسياسة الهجوم لا بسياسة الدفاع، محاولاً استنزاف القوات الصليبية وحرمانها من الراحة والهدوء فجهز قوة برية تدعمها عشرات السفن، هاجمت المعسكر الصليبي إلا أنها اصطدمت بخنادق الفرنج، وبهجوم معاكس يقوده الملك جان دي برير، فانسحب المسلمون [1] وفشلت خطة الملك الكامل الهجومية، إلا أنه استمر في المقاومة وأرسل الرسل إلى مختلف مناطق العالم الإسلامي يطلب النجدة ونصب جسراً عظيماً ليمنع العدو به من سلوك النيل، فقاتلت الفرنج عليه قتالاً عظيماً حتى قطعوه، فأمر السلطان عند ذلك بتغريق عدة من المراكب في النيل، فمنعت مراكب الفرنج من سلوك النيل، فلما رأى الفرنج ذلك قصدوا خليجاً هناك يعرف بالأزرق [2]، كان النيل يجري فيه قديماً، فحفروه وعمقوه فوق المراكب التي جُعلت في النيل، فأجروا الماء فيه إلى البحر المالح وأصعدوا مراكبهم فيه إلى موضع يسمى بوره [3] على أرض جيزة دمياط [4]، مقابل المنزلة التي بها السلطان ليقاتلوه من هنالك، فلما صاروا في بوره حاربوه وقاتلوا في الماء وزحفوا إليه غير مرة، فلم يظفروا بطائل، ولم يتغير على أهل دمياط شيء لأن الميرة والإمداد متصلة إليهم، والنيل يحجز بينهم وبين الفرنج وأبواب المدينة مفتحة وليس عليها من الحصر ضيق ولا ضرر [5].

وعاود الصليبيون محاولاتهم اختراق دفاعات المسلمين ولكنهم لم ينجحوا، فتوقف القتال بعض الوقت لسوء الأحوال الجوية وأعاد المسلمون أنفسهم واستمرت دمياط آمنه بضعة أشهر [6].

[1] المصدر نفسه ص 230.
[2] كان الخليج الأزرق يجري من بورة إلى شمال المنزلة العادلية.
[3] بورة كانت حصناً على ساحل البحر من عمل دمياط.
[4] تعرف الآن بالسنانية.
[5] مفرج الكروب (4/ 16).
[6] القدس بين أطماع الصليبيين ص 234.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست