اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 20
وخرج الملك الأفضل وخيم على البقاع ليستخلصه فتعذر ذلك عليه، فقالت الأمراء للملك العزيز: توانيت، فطُرقت البلاد واستولى عليها الفرنج، فحينئذ صمم على الحركة وخرج بمضاربه وجحافله لقصد الشام [1]، وانتهز صاحب الموصل عزالدين مسعود بن مودود زنكي فرصة موت صلاح الدين فتحرك لإحتلال البلاد الشرقية، وعندما علم الملك العادل بذلك اتجه إلى الشرق، وأقام في قلعة جعبر، لشل أي حركة يحاول صاحب الموصل القيام بها [2] تقسيم أقاليم الدولة.
ثالثاً: النزاع بين الأخوين الأفضل والعزيز: خالف الملك الأفضل سيرة أبيه، وأقدم على عدة إجراءات أساءت إليه فكرهه الناس ومن هذه الإجراءات:
1 - خالف نهج والده صلاح الدين في الحكم، فأقصى أمراء والده ومستشاريه بتأثير الوزير ضياء الدين ابن الأثير أخ المؤرخ المشهور، فهربوا إلى القاهرة مستنجدين بالعزيز عثمان الذي رفعهم وأعزهم، فالتقوا من حوله، واعترفوا به زعيماً على الأيوبيين وزينوا له الاستيلاء على دمشق.
2 - بعد اختياره ضياء الدين ابن الأثير وزيراً، تركه يسيء التصرف في أمور الرعية وقد أثار سخط الأمراء بسوء تصرفاته ومضايقاته لهم، كما زين للأفضل التنازل عن بيت المقدس لأخيه العزيز عثمان بذلك وشكر للأفضل علي، ولكن الأمراء ولاة القدس خشوا من محاسبة العزيز لهم، فاتفقوا مع الأفضل علي على بقاء القدس بأيديهم دون الحاجة إلى أمواله، فوافق وكتب إلى أخيه بذلك، فتغير لذلك الملك العزيز عثمان وتكدَّر باطنه وبدأت العلاقة تسوء بين الأخوين.
3 - عجز "الأفضل علي" عن مجابهة الصليبيين الذين أخذوا جبيل [3]. [1] المصدر نفسه (3/ 26). [2] الكامل لابن الأثير (9/ 229) القدس بين أطماع ص 32. [3] موسوعة تاريخ العرب العصر الأيوبي ص 246.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 20