اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 194
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قِيل وقالوا (1)
وقال ابن الصلاح: أخبرني القطب الطوعاني مّرتين، أنه سمع فخر الدين الرّازي يقول: يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى [2]. وأنشد يوماً معاتباً لأهل هراة:
المرء ما دام حياً يستهان به ... ويعظم الرُّزْءُ فيه حين يفتقُد (3)
د- وصية الفخر الرازي: حين مرض الفخر رحمه الله، وأحسن بدنو الأجل أملى وهو في شدة مرضه على تلميذه إبراهيم ابن أبي بكر بن علي الأصفهاني وصيته، وذلك في يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر محرم سنة "606" هـ وامتد مرضه بعدها إلى أن توفي [4] ونص وصية الرازي هي
بسم الله الرحمن الرحيم
- يقول العبد الراجي رحمة ربه، الواثق بكرم مولاه، محمد بن عمر بن الحسين الرازي، وهو في آخر عهده بالدنيا، وأول عهده بالآخرة، وهو الوقت الذي يلين فيه كل قاس، ويتوجه إلى مولاه كل آبق.
- إنني أحمد الله تعالى بالمحامد التي ذكرها أعظم ملائكته في أشرف أوقات معارجهم، ونطق بها أعظم أنبيائه في أكمل أوقات مشاهدتهم، بل أقول كل ذلك من نتائج الحدوث والإمكان فأحمده بالمحامد التي تستحقها ألوهيته، ويستوجبها كمال ربوبيته، عرفتها أولم أعرفها، لأنه لا مناسبة للتراب، مع جلال رب الأرباب.
- وأصلي على الملائكة المقربين، والأنبياء المرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، ثم أقول بعد ذلك:
- اعلموا إخواني في الدين وإخواني في طلب اليقين أن الناس يقولون: الإنسان إذا مات انقطع تعلقه عن الخلق، وهذا العام مخصوص من وجهين، الأول: أنه إن بقي منه عمل صالح صار ذلك سبباً للدعاء، والدعاء له أثر عند الله والثاني: ما يتعلق بمصالح الأطفال، والأولاد، والعورات وأداء المظالم والجنايات.
(1) البداية والنهاية (17/ 13). [2] شذرات الذهب (7/ 41).
(3) المصدر نفسه (7/ 42). [4] وصايا وعظات قيلت في آخر الحياة ص 172.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 194