responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 187
[6] - الحافظ عبد الغني المقدسي: توفي عام 600هـ: الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة العابد الأثرِيُّ المتبع عالم الحفاظ تقيُّ الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي سمع الكثير بدمشق والإسكندرية، وبيت المقدس، ومصر وبغداد، وحّران، والموصل وأصبهان، وهمذان، وكتب الكثير [1] ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب ويَسهَر ويدأب، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويتقي الله، ويتعبد ويصوم ويتهجد، وينشر العلم إلى أن مات، رحل إلى بغداد مرتين، وإلى مصر مرتين، سافر إلى بغداد وهو ابن خاله الشيخ الموفّق في أول سنة إحدى وستين، فكانا يخرجان معاً ويذهب أحدهما في صحبة رفيقه إلى درْسه وسماعه، كانا شابين مُختطين [2] وخّوفهما الناس من أهل بغداد، وكان الحافظ ميله إلى الحديث والموُفّق يريد الفقه، فتفقه الحافظ وسمع الموفق معه الكثير، فلما رآهما العقلاء على التصَّون وقلة المخالطة أحبّوهما وأحسنوا إليهما، وحصَّلا علماً جمّاً، فأقاما ببغداد أربع سنين، ونزل أولاً عند الشيخ عبد القادر - الجيلاني- فأحسن إليهما، ثم مات بعد قدومهما بخمسين ليلة، ثم اشتغلا بالفقه والخلاف على ابن المنَّي ورحل الحافظ إلى السَّلفي [3] في سنة ست وستين، فأقام مدة، ثم رحل أيضاً إلى السَّلفي سنة سبعين [4]، وكان ليس بالأبيض الأمهق [5]، بل يميل إلى السُّمرة حسن الشعر كث اللحية، واسع الجبين، عظيم الخلق، تام القامة، كأنَّ النور يخرج من وجهه، وكان قد ضعف بصره من البكاء والنسَّخ والمطالعة [6].

[1] سير أعلام النبلاء (21/ 444).
[2] يعني: أول ظهور الشعر في وجهيهما.
[3] كان السَّلفِيَ آنذاك مقيماً بالإسكندرية.
[4] سير أعلام النبلاء (21/ 446).
[5] الأمهق: الأبيض لا يخالطه حُمرة.
[6] سير أعلام النبلاء (21/ 446).
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست