اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 186
[4] - العماد الكاتب الأصبهاني: القاضي الإمام العلامة المفتي، المنشئ البليغ، الوزير، عماد الدين، أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي ابن محمود الأصبهاني الكاتب، ويعرف بابن أخي العزيز، قدم بغداد، فنزل النظامية، وبرع في الفقه، وأتقن العربية والخلاف وساد في علم التَّرسُّل، وصنف التصانيف واشتهر ذكره [1] ورحل إلى الشام، فحظي عند نور الدين محمود زنكي وكتب بين يديه وولاّه المدرسة التي أنشأها داخل باب الفَرجِ التي يقال لها العمادية نسبة إلى العماد هذا لكثرة إقامته بها [2] ولما توُفي نور الدين، أهمل، فقصد الموصل، ومرض، ثم عاد إلى حلب وصلاح الدين محاصر لها سنة 570هـ فمدحه ولزم ركابه، فاستكتبه وقّربه، فكان القاضي الفاضل ينقطع بمصر لمهمَّات، فيسدُّ العماد في الخدمة مسده [3] ولم يزال العماد على مكانته إلى أن توفي صلاح الدين، فاختلف أحواله، فلزم بيته، وأقبل على تصانيفه [4] وتوفي في الأول رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ودفن بمقابر الصوفية [5]. 5 - مكلبة بن عبد الله المستنجدي: كان تركيا عابداً زاهداً، سمع المؤذَّن وقت السحر وهو ينشد على المنارة:
يا رَجالَ الليِلِ جدُّوا ... رُبَّ صْوتٍ لا يُرَّدُّ
ما يقوم الليل إلا ... من له عزم وجِدُّ
فبكى مكلبة وقال للمؤذن زِدني فقال المؤذَّن:
قد مضى الليلُ وَولىَّ ... وحبيبي قد تجلىَّ
فصرخ مكلبة صرخة كان فيها حتفه، فأصبح أهل البلد قد اجتمعوا على بابه، فالسعيد من وصل إلى نعشه [6] وقد توفي 597هـ. [1] سير أعلام النبلاء (21/ 345). [2] البداية والنهاية (16/ 345). [3] سير أعلام النبلاء (21/ 346). [4] المصدر نفسه (21/ 347. [5] المصدر نفسه (21/ 348). [6] البداية والنهاية (16/ 714)
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 186