responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 175
وهناك أيضاً الفقيه سبط ابن الجوزي الذي قدم من بغداد عام 600هـ/1203م واتخذ من جامع دمشق مكاناً للوعظ، فكان الناس يتزاحمون على مجالسه للاستفادة منه [1]، وحظي عند ملوك بني أيوب، وقدموه وأحسنوا إليه [2]، ولم يكتف سبط ابن الجوزي بالوعظ بل شارك في الجهاد، ونزل إلى ساحة المعارك فيذكر في تاريخه أنه قبل خروجه ضمن جيش المسلمين المتجه من دمشق إلى نابلس عام 607هـ/1210م، جلس بجامع دمشق وأخذ يعظ الناس ويحثهم على الجهاد ضد الغزاة، وقد تجمع عنده أعداد هائلة للاستمتاع إليه فحكى لهم حكاية لحثهم على الجهاد فقال: وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة، وقد وقفت على حكاية أبي قدامة الشامي مع تلك المرأة التي قطعت شعرها، وبعثت به إليه، وقالت: أجعله قيداً لفرسك في سبيل الله، فعملت من الشعور التي اجتمعت عندي شكلاً للخيل للمجاهدين وكرفسات ولما صعدت المنبر أمرت بإحضارها، فحملت على أعناق الرجال وكانت ثلاثمائة شكال، فلما رآها الناس صاحوا صيحة واحدة، وقطعوا مثلها وقامت القيامة. ثم يستطرد السبط في وصف ما حدث بعد نزوله من المنبر بعد وعظه للناس في ذلك اليوم قائلاً: فلما نزلت من المنبر قام المبارز (والي دمشق) يطرق لي ويمشي بين يدي إلى باب الناطفائيين، فتقدم إلى فرسي وأمسك بركابي وأركبني، وخرجت من باب الفرج إلى المصلى، وجميع من كان بالجامع بين يدي وسرنا من الغد إلى الكسوة ومعنا خلق مثل التراب وكان معنا قرية واحدة يقال لها زملكا من قرى دمشق ثلاثمائة رجل بالعدد والسلاح وأما من غيرها فخلق كثير والكل خرجوا احتسابا وجئنا إلى عقبة فيق ([3]

[1] سبط ابن الجوزي (8/ 336).
[2] دور الفقهاء والعلماء ص 179.
[3] عقبة فيق: مدينة بالشام بين دمشق وطبريه ..
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست