اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 155
والجدير بالذكر: أن القيادات السياسية وكذلك الكنيسة؛ لم تستطع دفعاً لذلك التوجه من جانب الأطفال، إذ أن ستيفن هذا لم يتمكن الملك الفرنسي فيليب أغسطس من أثنائه عن عزمه، وتكرر ذات الأمر بالنسبة لنيقولا الذي لم يتمكن البابا أنوسنت الثالث من إبعاده عن تلك الحملة الصليبية، على نحو يكشف لنا من حقيقة مهمة وهي، أن الهوس بالصليبية على مستوى الجماهير كان كبيراً وأصاب ذلك الهوس حتى الأطفال البسطاء بذلك، وقد صدقهم الرجال والنساء على الرغم من عدم معقولية تصوراتهم تلك، غير أن ذلك العصر، بأبنائه وتصوراتهم، لم يكن ليقبل التنازل عن ذلك النمط القاصر من التفكير، ويلاحظ أنه فيما بعد تردد لدى البعض القاصر من التفكير، ويلاحظ أنه فيما بعد تردد لدى البعض في الغرب الأوروبي أن شيخ الجبل قد شجع اثنين من الأساقفة المنشقين على الكنيسة اللاتينية على أن يهيئوا للصليبيين المذكورين تلك الرؤية [1]، ومن الواضح أن ذلك التصور جاء تبريراً لتلك السقطة التي انجرف إليها المجتمع الأوروبي في ذلك العصر، والأمر المؤكد؛ أن الصليبيية حينذاك اغتالت براءة الطفولة بصورة غير مسبوقة والحقيقة الأخرى أن قطاعات المجتمع الغرب أوروبي سواء الرجال والنساء والأطفال شاركوا في تلك الحركة التاريخية الكبرى ذلك شأن الحملة الصليبية للأطفال، غير أن الحركة الصليبية كان في جعبتها المزيد من سهام العدوان لتطلقها على المسلمين في الشام ومصر [2] ونرى أن القادة للحملات الصليبية استغلوا العاطفة الدينية المتوهجة عند العامة وشيوع الرؤى والأحلام ووظفوها لخدمة مشروعهم الصليبي. [1] الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب ص 280. [2] المصدر نفسه ص 280.
اسم الکتاب : الأيوبيون بعد صلاح الدين المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 155